الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان إلا قليلا  فقاتل في سبيل الله لا تكلف إلا نفسك وحرض المؤمنين عسى الله أن يكف بأس الذين كفروا والله أشد بأسا وأشد تنكيلا  

                                                                                                                                                                                                                                      وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به قال قتادة : إذا جاءهم أمر من الأمن - أي : من أن إخوانهم آمنون ظاهرون - أو الخوف - يعني : القتل والهزيمة - أذاعوا به ؛ أي : أفشوه . ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم أولي العلم منهم . لعلمه الذين يستنبطونه منهم الذين يفحصون عنه ، ويهمهم ذلك ، يقول : إذا كانوا أعلم بموضع الشكر في النصر والأمن ، وأعلم بالمكيدة في الحرب .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 391 ] ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان إلا قليلا فضل الله الإسلام ، ورحمته القرآن .

                                                                                                                                                                                                                                      قال يحيى : قوله : لاتبعتم الشيطان إلا قليلا فيه تقديم وتأخير ؛ يقول : لعلمه الذين يستنبطونه منهم إلا قليلا ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان [إلا قليلا] .

                                                                                                                                                                                                                                      قال محمد : قيل : إن هذه الآية نزلت في جماعة من المنافقين ، وضعفة من المسلمين ؛ كانوا إذا أعلم النبي عليه السلام أنه ظاهر على قوم ، أو إذا تجمع قوم يخاف من جمع مثلهم - أذاع ذلك المنافقون ؛ ليحذر من يحبون أن يحذر من الكفار ، وليقوى قلب من يحبون أن يقوى قلبه ، وكان ضعفة المسلمين يشيعون ذلك معهم من غير علم منهم بالضرر في ذلك ؛ فقال الله : ولو ردوه إلى الرسول الآية .

                                                                                                                                                                                                                                      فقاتل في سبيل الله لا تكلف إلا نفسك وحرض أي : أخبرهم بحسن ثواب الله في الآخرة للشهداء . عسى الله أن يكف بأس الذين كفروا وعسى من الله واجبة والله أشد بأسا عذابا وأشد تنكيلا عقوبة .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية