الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه فاحكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم عما جاءك من الحق لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن ليبلوكم في ما آتاكم فاستبقوا الخيرات إلى الله مرجعكم جميعا فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون  وأن احكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك فإن تولوا فاعلم أنما يريد الله أن يصيبهم ببعض ذنوبهم وإن كثيرا من الناس لفاسقون  أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 32 ] وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب يعني : التوراة والإنجيل ومهيمنا عليه قال عبد الله بن الزبير : المهيمن : القاضي على ما قبله من الكتب .

                                                                                                                                                                                                                                      لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا قال قتادة : للتوراة شريعة ، وللإنجيل شريعة ، وللقرآن شريعة ؛ أحل الله فيها ما شاء ، وحرم ما شاء  ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة يعني : ملة واحدة ولكن ليبلوكم ليختبركم في ما آتاكم فيما أعطاكم من الكتاب والسنة .

                                                                                                                                                                                                                                      واحذرهم أن يفتنوك أي : يصدوك عن بعض ما أنزل الله إليك فإن تولوا يعني : اليهود ، عن بعض ما أنزل الله إليك فاعلم أنما يريد الله أن يصيبهم ببعض ذنوبهم فيقتلهم ويجليهم وتؤخذ منهم الجزية بالصغار والذل .

                                                                                                                                                                                                                                      وإن كثيرا من الناس لفاسقون يعني : اليهود وغيرهم من الكفار .

                                                                                                                                                                                                                                      ثم قال عز وجل : أفحكم الجاهلية يبغون وهو ما خالف كتاب الله وحكمه .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية