يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين ويقول الذين آمنوا أهؤلاء الذين أقسموا بالله جهد أيمانهم إنهم لمعكم حبطت أعمالهم فأصبحوا خاسرين
يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء أي : في الدين ومن يتولهم منكم في الدين فإنه منهم .
[ ص: 33 ] فترى الذين في قلوبهم مرض يعني : المنافقين يسارعون فيهم في أهل الكتاب ؛ أي : يوافقونهم في السر يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة فينصروا علينا ؛ فنكون قد (أخذنا) بيننا وبينهم مودة . قال الله : فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده الآية .
قال الكلبي : فجاء الله بالفتح ؛ فنصر نبيه ، وجاء أمر الله من عنده بني النضير ، بإجلاء بني قريظة ، وسبي ذراريهم ؛ فندم المنافقون حتى ظهر نفاقهم ، وأجلي أهل ودهم عن أرضهم ، فعند ذلك قال الذين آمنوا بعضهم لبعض : وقتل أهؤلاء الذين أقسموا بالله جهد أيمانهم إنهم لمعكم الآية .