الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      تفسير فاتحة الكتاب وهي مكية كلها

                                                                                                                                                                                                                                      بسم الله الرحمن الرحيم  الحمد لله رب العالمين  الرحمن الرحيم مالك يوم الدين  إياك نعبد وإياك نستعين  اهدنا الصراط المستقيم  صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين  

                                                                                                                                                                                                                                      قوله : الحمد لله حمد نفسه ، وأمر العباد أن يحمدوه ، والحمد : شكر النعمة . رب العالمين العالمون : الخلق .

                                                                                                                                                                                                                                      (ملك يوم الدين) قال قتادة : يوم يدين الله الناس فيه بأعمالهم .

                                                                                                                                                                                                                                      قال محمد : معنى (الدين) في اللغة : الجزاء ؛ ومن كلام العرب : دنته بما صنع - أي : جازيته .

                                                                                                                                                                                                                                      قال يحيى : من قرأ (ملك) فهو من باب : الملك ؛ يقول : هو ملك ذلك اليوم .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخبرني بحر السقاء ، عن الزهري (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر كانوا [ ص: 119 ] يقرءونها : مالك يوم الدين بكسر الكاف ، وتفسيرها على هذا المقراء : مالكه الذي يملكه .

                                                                                                                                                                                                                                      وقرأ بعض القراء : (مالك) ؛ بفتح الكاف ، يجعله نداء : يا مالك يوم الدين .

                                                                                                                                                                                                                                      إياك نعبد .

                                                                                                                                                                                                                                      قال محمد : معنى العبادة في اللغة :  الطاعة مع الخضوع ، ومن هذا يقال : طريق معبد إذا كان مذللا بكثرة المشي عليه .

                                                                                                                                                                                                                                      اهدنا أرشدنا الصراط : الطريق .

                                                                                                                                                                                                                                      صراط الذين أنعمت عليهم بالإسلام غير المغضوب عليهم ولا الضالين قال (الحسن) : المغضوب عليهم : اليهود ، والضالون : النصارى . وهذا دعاء أمر الله رسوله أن يدعو به ، وجعله سنة له وللمؤمنين .

                                                                                                                                                                                                                                      قال محمد : من قرأ غير بالخفض فهو على البدل من (الذين) وجاز أن يكون على النعت .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 120 ]

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية