تفسير سورة البقرة وهي مدنية كلها
بسم الله الرحمن الرحيم
الم ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك وبالآخرة هم يوقنون أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون
قوله : عز ذكره : الم قال يحيى : كان الحسن يقول : ما أدري ما تفسير الم و الر و المص وأشباه ذلك من حروف المعجم ، غير أن قوما من المسلمين كانوا يقولون : أسماء السور وفواتحها .
قال وذكر محمد : في تفسير ابن سلام الم وغير ذلك من حروف المعجم التي في أوائل السور - تفاسير غير متفقة في معانيها وهذا الذي ذكره يحيى عن الحسن ، والله أعلم وقد سمعت بعض من أقتدي به من مشايخنا يقول : إن الإمساك عن تفسيرها أفضل .
ذلك الكتاب لا ريب فيه يعني : هذا الكتاب لا شك فيه . هدى للمتقين : الذين يتقون الشرك .
الذين يؤمنون بالغيب يعني : يصدقون بالبعث والحساب ، والجنة والنار ؛ في تفسير قتادة ويقيمون الصلاة يعني : الصلوات المفروضة ، [ ص: 121 ] يتمونها على ما سن رسول الله صلى الله عليه وسلم في كل صلاة منها ومما رزقناهم ينفقون يعني : الزكاة المفروضة على سنتها أيضا . والذين يؤمنون بما أنزل إليك يعني : القرآن وما أنزل من قبلك يعني : التوراة والإنجيل والزبور ؛ يصدقون بها ولا يعملون إلا بما في القرآن أولئك على هدى بيان من ربهم وأولئك هم المفلحون السعداء .