تفسير فاتحة الكتاب وهي مكية كلها
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين إياك نعبد وإياك نستعين اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين
قوله : الحمد لله حمد نفسه ، وأمر العباد أن يحمدوه ، والحمد : شكر النعمة . رب العالمين العالمون : الخلق .
(ملك يوم الدين) قال يوم يدين الله الناس فيه بأعمالهم . قتادة :
قال معنى (الدين) في اللغة : الجزاء ؛ ومن كلام العرب : دنته بما صنع - أي : جازيته . محمد :
قال يحيى : من قرأ (ملك) فهو من باب : الملك ؛ يقول : هو ملك ذلك اليوم .
وأخبرني عن بحر السقاء ، الزهري (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر كانوا [ ص: 119 ] يقرءونها : مالك يوم الدين بكسر الكاف ، وتفسيرها على هذا المقراء : مالكه الذي يملكه .
وقرأ بعض القراء : (مالك) ؛ بفتح الكاف ، يجعله نداء : يا مالك يوم الدين .
إياك نعبد .
قال محمد : الطاعة مع الخضوع ، ومن هذا يقال : طريق معبد إذا كان مذللا بكثرة المشي عليه . معنى العبادة في اللغة :
اهدنا أرشدنا الصراط : الطريق .
صراط الذين أنعمت عليهم بالإسلام غير المغضوب عليهم ولا الضالين قال (الحسن) : المغضوب عليهم : اليهود ، والضالون : النصارى . وهذا دعاء أمر الله رسوله أن يدعو به ، وجعله سنة له وللمؤمنين .
قال من قرأ محمد : غير بالخفض فهو على البدل من (الذين) وجاز أن يكون على النعت .
[ ص: 120 ]