فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم إن الله غفور رحيم وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه ذلك بأنهم قوم لا يعلمون
فإذا انسلخ الأشهر الحرم قال الحسن : رجع إلى قصة أصحاب العهد ، في هذا الموضع : هي الأشهر التي أجلوا آخر عشر ليال يمضين من شهر ربيع الآخر ، وسماها حرما ؛ لأنه نهى عن قتالهم فيها وحرمه . والأشهر الحرم
فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد يعني : على كل طريق تأمرون بقتالهم في الحل والحرم وعند البيت .
قال : قوله : محمد وخذوهم معناه : وأسروهم ؛ يقال للأسير : أخيذ ، ومعنى واحصروهم : احبسوهم ؛ الحصر : الحبس .
فإن تابوا يعني : من الشرك وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة يعني : أقروا بها فخلوا سبيلهم .
وإن أحد من المشركين استجارك ليسمع كلام الله فأجره حتى يسمع كلام الله فإن أسلم أسلم ، وإن أبى أن يسلم فأبلغه مأمنه أي : لا تحركه حتى يبلغ مأمنه .
قال الحسن : هي محكمة إلى يوم القيامة .
[ ص: 195 ]