الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ولقد جعلنا في السماء بروجا وزيناها للناظرين  وحفظناها من كل شيطان رجيم  إلا من استرق السمع فأتبعه شهاب مبين  والأرض مددناها وألقينا فيها رواسي وأنبتنا فيها من كل شيء موزون  وجعلنا لكم فيها معايش ومن لستم له برازقين  وإن من شيء إلا عندنا خزائنه وما ننزله إلا بقدر معلوم  وأرسلنا الرياح لواقح فأنزلنا من السماء ماء فأسقيناكموه وما أنتم له بخازنين  وإنا لنحن نحيي ونميت ونحن الوارثون  ولقد علمنا المستقدمين منكم ولقد علمنا المستأخرين  وإن ربك هو يحشرهم إنه حكيم عليم  

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 382 ] ولقد جعلنا في السماء بروجا يعني : نجوما ، في تفسير ابن عباس وقتادة وزيناها زينا السماء بالنجوم للناظرين وحفظناها من كل شيطان رجيم ملعون رجمه الله باللعنة ، في تفسير الحسن إلا من استرق السمع فإنها لم تحفظ منه إن تسمع الخبر من أخبار السماء ، ولا تسمع من الوحي شيئا . فأتبعه شهاب مبين مضيء .

                                                                                                                                                                                                                                      والأرض مددناها يعني : بسطناها وألقينا أي : جعلنا فيها رواسي وهي الجبال وأنبتنا فيها من كل شيء موزون أي : مقدور بقدر ، في تفسير مجاهد .

                                                                                                                                                                                                                                      قال محمد : معنى قول مجاهد : أي : جرى على وزن من قدر الله لا يجاوز ما قدره الله عليه .

                                                                                                                                                                                                                                      وجعلنا لكم فيها في الأرض معايش يعني : ما أخرج الله لهم فيها ، ومما عمل بنو آدم ومن لستم له برازقين أي : جعلنا لكم ، ولمن لستم له برازقين فيها معايش ، يعني : البهائم وغيرها من الخلق ممن لا يمونه بنو آدم .

                                                                                                                                                                                                                                      وإن من شيء إلا عندنا خزائنه يعني : المطر ، وهذه الأشياء كلها إنما تعيش بالمطر .

                                                                                                                                                                                                                                      وأرسلنا الرياح لواقح يعني : للسحاب ، في تفسير قتادة .

                                                                                                                                                                                                                                      قال محمد : المعنى : أنها تضرب السحاب حتى تمطر ، وواحدة اللواقح [ ص: 383 ] من الرياح : لاقح ؛ بمعنى : أنها ذات لقح ، كقوله : في عيشة راضية أي : ذات رضا .

                                                                                                                                                                                                                                      وما أنتم له بخازنين أي : بحافظين وإنا لنحن نحيي أي : نخلق ونميت ونحن الوارثون يموت الخلق ، والله الوارث الباقي بعد خلقه .

                                                                                                                                                                                                                                      ولقد علمنا المستقدمين منكم تفسير قتادة : يعني : آدم ، ومن مضى من ذريته ولقد علمنا المستأخرين من بقي في أصلبة الرجال .

                                                                                                                                                                                                                                      وإن ربك هو يحشرهم يحشر الخلق يوم القيامة إنه حكيم في أمره عليم بخلقه .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية