الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون  بالبينات والزبر وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون  أفأمن الذين مكروا السيئات أن يخسف الله بهم الأرض أو يأتيهم العذاب من حيث لا يشعرون  أو يأخذهم في تقلبهم فما هم بمعجزين  أو يأخذهم على تخوف فإن ربكم لرءوف رحيم  أولم يروا إلى ما خلق الله من شيء يتفيأ ظلاله عن اليمين والشمائل سجدا لله وهم داخرون  ولله يسجد ما في السماوات وما في الأرض من دابة والملائكة وهم لا يستكبرون  يخافون ربهم من فوقهم ويفعلون ما يؤمرون  

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 404 ] وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم فاسألوا أهل الذكر يقوله للمشركين إن كنتم لا تعلمون وأهل الذكر : عبد الله بن سلام ، وأصحابه الذين أسلموا ، في تفسير السدي .

                                                                                                                                                                                                                                      بالبينات والزبر يعني : الكتب .

                                                                                                                                                                                                                                      قال يحيى : فيها تقديم : وما أرسلنا من قبلك بالبينات والزبر إلا رجالا نوحي إليهم .

                                                                                                                                                                                                                                      وأنزلنا إليك الذكر القرآن .

                                                                                                                                                                                                                                      أفأمن الذين مكروا السيئات يعني : الشرك أن يخسف الله بهم الأرض أو يأتيهم العذاب من حيث لا يشعرون أو يأخذهم في تقلبهم أي : في أسفارهم في غير قرار فما هم بمعجزين بسابقين أو يأخذهم على تخوف تفسير الكلبي : يعني : على تنقص أي : يبتليهم بالجهد حتى يرقوا ويقل عددهم .

                                                                                                                                                                                                                                      قال محمد : يقال : تخوفته الدهور أي : تنقصته .

                                                                                                                                                                                                                                      قال بعض الشعراء -يصف ناقة- وأن السير نقص سنامها بعد تمكنه واكتنازه :


                                                                                                                                                                                                                                      تخوف السير منها ثامكا قردا كما تخوف عود النبعة السفن



                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 405 ] النبع : العود الذي يعمل منه السهام والقسي .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله : فإن ربكم لرءوف رحيم أي : إن تابوا وأصلحوا .

                                                                                                                                                                                                                                      أولم يروا إلى ما خلق الله من شيء يتفيأ أي : يرجع ظلاله يعني : ظل كل شيء عن اليمين والشمائل تفسير الحسن : ربما كان الفيء عن اليمين ، وربما كان عن الشمال سجدا لله وهم داخرون صاغرون .

                                                                                                                                                                                                                                      قال محمد : يقال : دخر لله ؛ أي : خضع ، و(سجدا) منصوب على الحال .

                                                                                                                                                                                                                                      ولله يسجد ما في السماوات يعني : الملائكة وما في الأرض من دابة والملائكة وهم لا يستكبرون عن عبادة الله يعني : الملائكة . قال محمد : قيل في قوله : (والملائكة) أي : تسجد ملائكة الأرض .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية