وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات قال الذين كفروا للذين آمنوا أي الفريقين خير مقاما وأحسن نديا وكم أهلكنا قبلهم من قرن هم أحسن أثاثا ورئيا قل من كان في الضلالة فليمدد له الرحمن مدا حتى إذا رأوا ما يوعدون إما العذاب وإما الساعة فسيعلمون من هو شر مكانا وأضعف جندا ويزيد الله الذين اهتدوا هدى والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير مردا
قال الذين كفروا للذين آمنوا أي الفريقين نحن أو أنتم ؟ خير مقاما وأحسن نديا المقام : المسكن ، والندي : المجلس .
قال : رأوا أصحاب النبي في عيشهم خشونة ، فقالوا لهم ذلك . قتادة
قال الله : وكم أهلكنا قبلهم من قرن هم أحسن أثاثا أي : متاعا ورئيا أي : منظرا ، في قراءة من قرأها مهموزة ، ومن قرأها بغير همز (وريا) فهو من [ ص: 104 ] قبل الرواء ، وإنما عيش الناس بالمطر تنبت زروعهم ، وتعيش ماشيتهم قل من كان في الضلالة هذا الذي يموت على ضلالته فليمدد له الرحمن مدا هذا دعاء أمر الله النبي أن يدعو به ، المعنى : فأمد له الرحمن مدا . حتى إذا رأوا ما يوعدون إما العذاب وإما الساعة يعني : إما العذاب في الدنيا قبل عذاب الآخرة ، أو العذاب الأكبر ، لم يبعث الله نبيا إلا وهو يحذر أمته عذاب الله في الدنيا ، وعذابه في الآخرة .
قال : (العذاب) و(الساعة) منصوبان على معنى البدل من [ما] يوعدون ، المعنى : إذا رأوا العذاب أو رأوا الساعة ، قال : فيسلمون عند ذلك . محمد من هو شر مكانا أهم المؤمنون وأضعف جندا في النصرة والمنعة ، أي : ليس لهم أحد يمنعهم من عذاب الله ويزيد الله الذين اهتدوا هدى يعني : يزيدهم إيمانا والباقيات الصالحات قال الحسن : هي الفرائض خير عند ربك ثوابا جزاء في الآخرة وخير مردا يعني : خير عاقبة من أعمال الكفار .
[ ص: 105 ]