مريم وهي مكية كلها تفسير سورة
(بسم الله الرحمن الرحيم)
كهيعص ذكر رحمت ربك عبده زكريا إذ نادى ربه نداء خفيا قال رب إني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيبا ولم أكن بدعائك رب شقيا وإني خفت الموالي من ورائي وكانت امرأتي عاقرا فهب لي من لدنك وليا يرثني ويرث من آل يعقوب واجعله رب رضيا يا زكريا إنا نبشرك بغلام اسمه يحيى لم نجعل له من قبل سميا قال رب أنى يكون لي غلام وكانت امرأتي عاقرا وقد بلغت من الكبر عتيا قال كذلك قال ربك هو علي هين وقد خلقتك من قبل ولم تك شيئا قال رب اجعل لي آية قال آيتك ألا تكلم الناس ثلاث ليال سويا فخرج على قومه من المحراب فأوحى إليهم أن سبحوا بكرة وعشيا
قوله : كهيعص كان الحسن يقول : لا أدري ما تفسيره ، غير أن قوما من أصحاب النبي عليه السلام كانوا يقولون : أسماء السور وفواتحها .
قال يحيى : [ثم ابتدأ] الكلام فقال : ذكر رحمت ربك عبده زكريا يقول : ذكره لزكريا رحمة منه له إذ نادى ربه نداء خفيا أي : سرا قال رب إني وهن العظم مني أي : ضعف واشتعل الرأس شيبا .
[ ص: 88 ] قال : (شيبا) منصوب على التمييز . محمد ولم أكن بدعائك رب شقيا أي : لم أزل بدعائي إياك سعيدا وإني خفت الموالي من ورائي يعني : العصبة الذين [يرثوني] من ورائي من بعدي ؛ فأراد أن يكون من صلبه من يرث ماله ، في تفسير قتادة وكانت امرأتي عاقرا أي : لم تلد فهب لي من لدنك من عندك وليا يعني ولدا يرثني ويرث من آل يعقوب أي : يرث ملكهم وسلطانهم ؛ كانت امرأة زكريا من ولد يعقوب ليس يعني : يعقوب الأكبر ، يعقوب دونه .
قال : من قرأ (يرثني ويرث) بالرفع جعله كالنعت للولي ؛ المعنى : هب لي الذي يرثني . محمد
ومن قرأها بالجزم (يرثني ويرث من آل) فعلى جواب الأمر .
اسمه يحيى قال : أحياه الله بالإيمان قتادة لم نجعل له من قبل سميا قال : أي : لم يسم أحد قبله قتادة يحيى قال رب أنى يكون لي غلام من أين يكون لي ولد وقد بلغت من الكبر عتيا أي : (يبسا) . قال : يقال لكل شيء قد يبس : عتا يعتو عتيا وعتوا . محمد
قال كذلك قال ربك هو علي هين قال له الملك : [ ص: 89 ] كذلك قال ربك هو علي هين أعطيك هذا الولد ، وهو كلام موصول أخبر به الملك عن الله قال زكريا رب اجعل لي آية علامة قال آيتك ألا تكلم الناس ثلاث ليال سويا يعني : صحيحا لا يمنعك الكلام مرض . قال : إنما عوقب ؛ لأنه سأل الآية بعد ما (شافهته الملائكة) وبشرته قتادة بيحيى ، فأخذ عليه لسانه ، فجعل لا يبين الكلام فخرج على قومه من المحراب يعني : المسجد فأوحى إليهم أشار إليهم أن سبحوا بكرة وعشيا أي : صلوا لله بالغداة والعشي .