الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وأنا اخترتك فاستمع لما يوحى  إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكري  إن الساعة آتية أكاد أخفيها لتجزى كل نفس بما تسعى  فلا يصدنك عنها من لا يؤمن بها واتبع هواه فتردى  وما تلك بيمينك يا موسى  قال هي عصاي أتوكأ عليها وأهش بها على غنمي ولي فيها مآرب أخرى  قال ألقها يا موسى فألقاها فإذا هي حية تسعى  قال خذها ولا تخف سنعيدها سيرتها الأولى واضمم يدك إلى جناحك تخرج بيضاء من غير سوء آية أخرى لنريك من آياتنا الكبرى اذهب إلى فرعون إنه طغى  

                                                                                                                                                                                                                                      وأنا اخترتك أي : لرسالتي ولكلامي فاستمع لما يوحى إليك وأقم الصلاة لذكري في تفسير مجاهد : إذا صلى العبد ذكر الله إن الساعة يعني : القيامة آتية أكاد أخفيها قال قتادة : هي في قراءة أبي : (أكاد أخفيها من نفسي لتجزى كل نفس بما تسعى يقول : إنما تجيء الساعة لتجزى كل نفس بما تعمل .  

                                                                                                                                                                                                                                      فلا يصدنك عنها أي : عن الإيمان بها من لا يؤمن بها . فتردى أي : تهلك .

                                                                                                                                                                                                                                      وما تلك بيمينك يا موسى سأله عن العصا التي في يده اليمنى ، وهو أعلم بها .

                                                                                                                                                                                                                                      قال موسى : هي عصاي أتوكأ عليها وأهش بها على غنمي قال قتادة : كان يخبط بها ورق الشجر . ولي فيها مآرب أخرى قال قتادة : يعني : حوائج .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 113 ] قال محمد : واحد المآرب : مأربة ، ومأربة أيضا .

                                                                                                                                                                                                                                      فألقاها فإذا هي حية تسعى أي : تزحف على بطنها بسرعة .

                                                                                                                                                                                                                                      سنعيدها سيرتها الأولى أي : هيئتها الأولى ، يعني : عصا واضمم يدك إلى جناحك قال مجاهد : أمره أن يدخل كفه تحت عضده تخرج بيضاء من غير سوء قال قتادة : يعني : من غير برص .

                                                                                                                                                                                                                                      قال الحسن : أخرجها والله كأنها مصباح ، فعلم موسى أن قد لقي ربه . آية أخرى لنريك من آياتنا الكبرى كانت اليد أكبر من العصا .

                                                                                                                                                                                                                                      قال محمد : (آية) بالنصب على معنى : نريك آية أخرى .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية