الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      تفسير سورة طه  وهي مكية كلها

                                                                                                                                                                                                                                      (بسم الله الرحمن الرحيم)

                                                                                                                                                                                                                                      طه  ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى  إلا تذكرة لمن يخشى  تنزيلا ممن خلق الأرض والسماوات العلى  الرحمن على العرش استوى  له ما في السماوات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى  وإن تجهر بالقول فإنه يعلم السر وأخفى  الله لا إله إلا هو له الأسماء الحسنى  

                                                                                                                                                                                                                                      قوله : طه قال الحسن : يعني : يا رجل ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى وذلك أن المشركين قالوا للنبي : إنه شقي إلا تذكرة لمن يخشى يقول : إنما (أنزله) تذكرة لمن يخشى الله ، وأما الكافر فلم يقبل التذكرة تنزيلا أي : أنزله تنزيلا ممن خلق الأرض والسماوات العلى يعني : نفسه .

                                                                                                                                                                                                                                      قال محمد : (العلا) جمع : العليا ؛ يقال : سماء عليا ، وسموات علا .

                                                                                                                                                                                                                                      له ما في السماوات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى قال أبو رجاء العطاري : الثرى : الأرض التي تحت الماء التي يستقر عليها ، فهو يعلم ما تحت ذلك الثرى وإن تجهر بالقول فإنه يعلم السر وأخفى قال قتادة : السر : ما حدثت به نفسك ، وأخفى منه : ما هو كائن مما لم تحدث به نفسك .

                                                                                                                                                                                                                                      له الأسماء الحسنى لله تسعة وتسعون اسما .  

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 111 ]

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية