الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      تفسير سورة الأنبياء  وهي مكية كلها

                                                                                                                                                                                                                                      (بسم الله الرحمن الرحيم)

                                                                                                                                                                                                                                      اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون  ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث إلا استمعوه وهم يلعبون  لاهية قلوبهم وأسروا النجوى الذين ظلموا هل هذا إلا بشر مثلكم أفتأتون السحر وأنتم تبصرون  قال ربي يعلم القول في السماء والأرض وهو السميع العليم  بل قالوا أضغاث أحلام بل افتراه بل هو شاعر فليأتنا بآية كما أرسل الأولون  

                                                                                                                                                                                                                                      قوله : اقترب للناس حسابهم أي : أن ذلك قريب . يحيى : عن خداش ، عن أبي عامر ، عن أبي عمران الجوني قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " حين بعث إلي بعث إلى صاحب الصور فأهوى به إلى فيه ، وقدم رجلا وأخر رجلا ، ينتظر متى يؤمر ينفخ ؛ ألا فاتقوا النفخة " . وهم في غفلة يعني : المشركين عن الآخرة معرضون عن القرآن ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث يعني : القرآن إلا استمعوه وهم يلعبون يسمعونه بآذانهم ، ولا تقبله قلوبهم لاهية قلوبهم أي : غافلة .

                                                                                                                                                                                                                                      قال محمد : المعنى : استمعوه لاعبين لاهية قلوبهم .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 140 ] وأسروا النجوى الذين ظلموا أشركوا ، يقول بعضهم لبعض ، وأسروا ذلك فيما بينهم هل هذا يعنون : محمدا إلا بشر مثلكم أفتأتون السحر يعنون : القرآن ، أي : تصدقون به وأنتم تبصرون أنه سحر .

                                                                                                                                                                                                                                      قال محمد : قوله : وأسروا النجوى الذين ظلموا فيه وجهان : يجوز أن يكون (الذين ظلموا) رفعا على معنى : هم الذين ظلموا أنفسهم ، وقد يجوز أن يكون المعنى : أعني الذين ظلموا .

                                                                                                                                                                                                                                      (قل ربي يعلم القول) السر في السماء والأرض .

                                                                                                                                                                                                                                      بل قالوا أضغاث أحلام أي : أخلاط أحلام ، يعنون : القرآن بل افتراه يعنون : محمدا بل هو شاعر فليأتنا بآية كما أرسل الأولون كما جاء موسى وعيسى ، فيما يزعم محمد .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية