وقال الذين لا يرجون لقاءنا لولا أنزل علينا الملائكة أو نرى ربنا لقد استكبروا في أنفسهم وعتوا عتوا كبيرا يوم يرون الملائكة لا بشرى يومئذ للمجرمين ويقولون حجرا محجورا وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا أصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا وأحسن مقيلا ويوم تشقق السماء بالغمام ونزل الملائكة تنزيلا الملك يومئذ الحق للرحمن وكان يوما على الكافرين عسيرا
وقال الذين لا يرجون لقاءنا يعني : لا يخشون البعث لولا هلا أنزل علينا الملائكة فيشهدوا أنك رسول الله أو نرى ربنا معاينة ؛ فيخبرنا أنك رسول الله قال الله : لقد استكبروا في أنفسهم الآية .
يوم يرون الملائكة وهذا عند الموت لا بشرى يومئذ للمجرمين للمشركين بالجنة ويقولون حجرا محجورا تفسير : حراما محرما على الكافرين البشرى يومئذ بالجنة . قتادة
[ ص: 258 ] قال : (يوم يرون) منصوب على معنى : يقولون يوم يرون الملائكة ، ثم أخبر فقال : محمد لا بشرى الآية ، وإنما قيل للحرام : حجر ؛ لأنه حجر عليه بالتحريم ، ثم يقال : حجرت حجرا ، واسم ما حجرت عليه حجر .
وقدمنا أي : عمدنا إلى ما عملوا من عمل أي : حسن فجعلناه هباء منثورا في الآخرة . تفسير : هو الشعاع الذي يخرج من الكوة . مجاهد
قال : واحد الهباء : هباءة ، والهباء : المنبث ما سطع من سنابك الخيل ، وهو من الهبوة والهبوة : الغبار . محمد
أصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا من مستقر المشركين وأحسن مقيلا ويوم تشقق السماء بالغمام هذا بعد البعث فتراها واهية متشققة كقوله : وفتحت السماء فكانت أبوابا ويكون الغمام سترة بين السماء والأرض ونزل الملائكة تنزيلا مع الرحمن الملك يومئذ الحق للرحمن يقول : تخضع الملائكة يومئذ لملك الله ، والجبابرة لجبروت الله .