يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص في القتلى الحر بالحر والعبد بالعبد والأنثى بالأنثى فمن عفي له من أخيه شيء فاتباع بالمعروف وأداء إليه بإحسان ذلك تخفيف من ربكم ورحمة فمن اعتدى بعد ذلك فله عذاب أليم ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب لعلكم تتقون
يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص في القتلى الآية تفسير الحسن : فأنزل الله - عز وجل - هذه الآية ، ونهاهم عن البغي ، ثم أنزل الله بعد ذلك في المائدة : [ ص: 198 ] كان أهل الجاهلية فيهم بغي قد كان إذا قتل من الحي منهم مملوك قتله حي آخرون ، قالوا : لا نقتل به إلا حرا ، وإذا قتل من الحي منهم امرأة قتلها حي آخرون ، قالوا : لا نقتل بها إلا رجلا ، وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس يعني : النفس التي قتلت بالنفس التي قتلت ، وهذا [في الأحرار] .
قوله تعالى : فمن عفي له من أخيه شيء فاتباع بالمعروف وأداء إليه بإحسان تفسير يقول : من قتل عمدا فعفي عنه وقبلت منه الدية قتادة : فاتباع بالمعروف وأداء إليه بإحسان [أمر المتبع أن] يتبع بالمعروف [وأمر المؤدي] أن يؤدي بإحسان ذلك تخفيف من ربكم ورحمة قال كان أهل التوراة أمروا [بالحدود] وكان أهل الإنجيل أمروا بالعفو ، وجعل لهذه الأمة القصاص والعفو والدية ؛ إن شاءوا قتلوا ، وإن شاءوا عفوا ، وإن شاءوا أخذوا الدية ؛ إذا تراضوا عليها . قتادة : ورحمة أي : رحم الله بها هذه الأمة ، وأطعمهم الدية ؛ قال ولم [تحل] لأحد قبلهم في القتل عمدا قتادة : فمن اعتدى بعد ذلك يعني : على القاتل فقتله بعد ما قبل منه الدية فله عذاب أليم يعني : القاتل يقتله الوالي ، ولا ينظر في ذلك إلى عفو الولي .
ولكم في القصاص حياة أي : بقاء ؛ يخاف الرجل القصاص ؛ وهي بذلك حياة له يا أولي الألباب العقول : يعني : المؤمنين لعلكم تتقون لكي تتقوا القتل .