كتب عليكم إذا حضر أحدكم الموت إن ترك خيرا الوصية للوالدين والأقربين بالمعروف حقا على المتقين فمن بدله بعدما سمعه فإنما إثمه على الذين يبدلونه إن الله سميع عليم فمن خاف من موص جنفا أو إثما فأصلح بينهم فلا إثم عليه إن الله غفور رحيم
[ ص: 199 ] كتب عليكم أي : فرض عليكم إذا حضر أحدكم الموت الآية . قال الخير : المال ، وأمر تبارك وتعالى في هذه الآية بالوصية للوالدين والأقربين ، ثم نسخ ذلك في سورة النساء بقوله : قتادة : ولأبويه لكل واحد منهما السدس وصارت الوصية لمن لا يرث من قريب أو بعيد .
قال وقوله عز وجل محمد : حقا على المتقين نصب (حقا) ؛ على معنى : كان ذلك عليهم حقا .
فمن بدله بعدما سمعه قال الحسن : هي الوصية ؛ من بدلها بعد ما سمعها ، فإنما إثمها على من بدلها .
فمن خاف يعني : علم من موص جنفا أو إثما الجنف : أن يوصي بجور ؛ وهو لا يتعمد الجور ، والإثم : أن يوصي بجور وهو يعلم ذلك فأصلح بينهم يعني : بين الموصى له والورثة فلا إثم عليه قال محمد : الميل عن الحق ؛ يقال منه : جنف يجنف . الجنف في كلام العرب :
[ ص: 200 ]