الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ولقد أتوا على القرية التي أمطرت مطر السوء أفلم يكونوا يرونها بل كانوا لا يرجون نشورا  وإذا رأوك إن يتخذونك إلا هزوا أهذا الذي بعث الله رسولا  إن كاد ليضلنا عن آلهتنا لولا أن صبرنا عليها وسوف يعلمون حين يرون العذاب من أضل سبيلا  أرأيت من اتخذ إلهه هواه أفأنت تكون عليه وكيلا  

                                                                                                                                                                                                                                      ولقد أتوا يعني : مشركي العرب على القرية التي أمطرت مطر السوء يعني : قرية قوم لوط ، ومطر السوء : الحجارة التي رمي بها من السماء من كان خارجا من المدينة ، وأهل السفر منهم قال : أفلم يكونوا يرونها فيتفكروا ويحذروا أن ينزل بهم ما نزل بهم ؛ أي : بلى قد أتوا عليها ورأوها . بل كانوا لا يرجون لا يخافون نشورا بعثا ولا حسابا .

                                                                                                                                                                                                                                      لولا أن صبرنا عليها على عبادتها ، قال الله : وسوف يعلمون حين يرون العذاب إذ يرون العذاب في الآخرة من أضل سبيلا أي : من كان أضل سبيلا في الدنيا ؛ أي : سيعلمون أنهم كانوا أضل سبيلا من محمد أرأيت من اتخذ إلهه هواه .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 262 ] قال محمد : يقول : يتبع هواه ويدع الحق ؛ فهو له كالإله أفأنت تكون عليه وكيلا حفيظا تحفظ عليه عمله حتى تجازيه به ، أي : أنك لست برب ، إنما أنت نذير .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية