الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وما يستوي البحران هذا عذب فرات سائغ شرابه وهذا ملح أجاج ومن كل تأكلون لحما طريا وتستخرجون حلية تلبسونها وترى الفلك فيه مواخر لتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون  يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل وسخر الشمس والقمر كل يجري لأجل مسمى ذلكم الله ربكم له الملك والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير  إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبئك مثل خبير  

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 27 ] وما يستوي البحران هذا عذب فرات أي : حلو سائغ شرابه وهذا ملح أجاج أي : مالح مر ومن كل يعني : من العذب والمالح تأكلون لحما طريا وتستخرجون حلية تلبسونها يعني : اللؤلؤ .

                                                                                                                                                                                                                                      قال محمد : وإنما تستخرج الحلية من الملح دون العذب ، إلا أنهما لما كانا مختلطين جاز أن يقال : تستخرجون الحلية منهما; كقوله يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان .

                                                                                                                                                                                                                                      وترى الفلك فيه مواخر لتبتغوا من فضله يعني : طلب التجارة في السفن يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل هو أخذ أحدهما من الآخر وسخر الشمس والقمر كل يجري لأجل مسمى لا يعدوه ، قال السدي : وهو مطالع الشمس والقمر إلى غاية لا يجاوزانها في شتاء ولا صيف والذين تدعون من دونه يقوله للمشركين يعني : أوثانهم ما يملكون من قطمير قال مجاهد : القطمير : لفافة النواة .

                                                                                                                                                                                                                                      قال محمد : يقال : لفافة وفوفة ، والفوفة أفصح .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 28 ] إن تدعوهم يعني : تنادوهم لا يسمعوا دعاءكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم يعني : بعبادتكم إياهم ولا ينبئك مثل خبير يعني : نفسه تبارك وتعالى .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية