وما يستوي البحران هذا عذب فرات سائغ شرابه وهذا ملح أجاج ومن كل تأكلون لحما طريا وتستخرجون حلية تلبسونها وترى الفلك فيه مواخر لتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل وسخر الشمس والقمر كل يجري لأجل مسمى ذلكم الله ربكم له الملك والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبئك مثل خبير
[ ص: 27 ] وما يستوي البحران هذا عذب فرات أي : حلو سائغ شرابه وهذا ملح أجاج أي : مالح مر ومن كل يعني : من العذب والمالح تأكلون لحما طريا وتستخرجون حلية تلبسونها يعني : اللؤلؤ .
قال وإنما تستخرج الحلية من الملح دون العذب ، إلا أنهما لما كانا مختلطين جاز أن يقال : تستخرجون الحلية منهما; كقوله محمد : يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان .
وترى الفلك فيه مواخر لتبتغوا من فضله يعني : طلب التجارة في السفن يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل هو أخذ أحدهما من الآخر وسخر الشمس والقمر كل يجري لأجل مسمى لا يعدوه ، قال السدي : وهو مطالع الشمس والقمر إلى غاية لا يجاوزانها في شتاء ولا صيف والذين تدعون من دونه يقوله للمشركين يعني : أوثانهم ما يملكون من قطمير قال مجاهد : القطمير : لفافة النواة .
قال يقال : لفافة وفوفة ، والفوفة أفصح . محمد :
[ ص: 28 ] إن تدعوهم يعني : تنادوهم لا يسمعوا دعاءكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم يعني : بعبادتكم إياهم ولا ينبئك مثل خبير يعني : نفسه تبارك وتعالى .