الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      فاستفتهم أهم أشد خلقا أم من خلقنا إنا خلقناهم من طين لازب  بل عجبت ويسخرون  وإذا ذكروا لا يذكرون  وإذا رأوا آية يستسخرون وقالوا إن هذا إلا سحر مبين  أإذا متنا وكنا ترابا وعظاما أإنا لمبعوثون  أوآباؤنا الأولون قل نعم وأنتم داخرون  فإنما هي زجرة واحدة فإذا هم ينظرون  وقالوا يا ويلنا هذا يوم الدين  هذا يوم الفصل الذي كنتم به تكذبون  

                                                                                                                                                                                                                                      فاستفتهم يعني : المشركين ، أي : فاسألهم على الاستفهام; يحاجهم بذلك أهم أشد خلقا أم من خلقنا أم السماء أي : أنها أشد خلقا منهم إنا خلقناهم من طين لازب واللازب : الذي يلصق باليد; يعني : خلق آدم .

                                                                                                                                                                                                                                      قال محمد : يقال : لازب ولازم ، بمعنى واحد .

                                                                                                                                                                                                                                      بل عجبت يا محمد أن أعطيت هذا القرآن ويسخرون يعني : المشركين وإذا ذكروا بالقرآن لا يذكرون وإذا رأوا آية إذا تليت عليهم آية يستسخرون من السخرية قل نعم وأنتم داخرون أي : صاغرون فإنما هي زجرة واحدة النفخة الآخرة فإذا هم ينظرون أي : خرجوا من قبورهم [ينظرون] .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 58 ]

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية