تفسير سورة الصافات وهي مكية كلها
بسم الله الرحمن الرحيم
والصافات صفا فالزاجرات زجرا فالتاليات ذكرا إن إلهكم لواحد رب السماوات والأرض وما بينهما ورب المشارق إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب وحفظا من كل شيطان مارد لا يسمعون إلى الملإ الأعلى ويقذفون من كل جانب دحورا ولهم عذاب واصب إلا من خطف الخطفة فأتبعه شهاب ثاقب
قوله : والصافات صفا قال يعني : صفوف الملائكة . قتادة :
يحيى : عن إبراهيم بن محمد ، عن قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " محمد بن المنكدر أطت السماء وحق لها أن تئط ، ليس فيها موضع شبر إلا وعليها ملك قائم أو راكع أو ساجد " .
قال الأطيط : الصوت . محمد :
فالزاجرات زجرا يعني : الملائكة ، ومنهم الرعد الملك الذي يزجر السحاب; وقال في آية أخرى : فإنما هي زجرة واحدة يعني : النفخة [ ص: 56 ] الآخرة ينفخها صاحب الصور فالتاليات ذكرا الملائكة تتلو الوحي الذي تأتي به الأنبياء; أقسم بهذا كله إن إلهكم لواحد رب السماوات والأرض وما بينهما ورب المشارق تفسير قال : هي ثلاثمائة وستون مشرقا ، وثلاثمائة وستون مغربا . قتادة
إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب وحفظا أي : وجعلناها يعني : الكواكب حفظا للسماء من كل شيطان مارد أي : مجترئ على المعصية لا يسمعون أي : لئلا يسمعون إلى الملإ الأعلى يعني : الملائكة في السماء ، وكانوا يسمعون قبل أن يبعث النبي صلى الله عليه وسلم أخبارا من أخبار السماء ، فأما الوحي فلم يكونوا يقدرون على أن يسمعوه ويقذفون أي : يرمون من كل جانب دحورا أي : طردا ولهم عذاب واصب أي : دائم إلا من خطف الخطفة فأتبعه أي : لحقه شهاب ثاقب مضيء ، رجع إلى أول الكلام وحفظا من كل شيطان مارد لا يسمعون إلى الملإ الأعلى .
إلا من خطف الخطفة يعني : استمع الاستماعة .
قال إذا رأيتم الكوكب قد رمي به فتوارى; فإنه يحرق ما أصاب ولا يقتل . ابن عباس :
[ ص: 57 ]