الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين  إنهم لهم المنصورون  وإن جندنا لهم الغالبون فتول عنهم حتى حين  وأبصرهم فسوف يبصرون أفبعذابنا يستعجلون  فإذا نزل بساحتهم فساء صباح المنذرين  وتول عنهم حتى حين وأبصر فسوف يبصرون سبحان ربك رب العزة عما يصفون  وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين  

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 78 ] ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين إنهم لهم المنصورون في الدنيا ، وبالحجة في الآخرة . تفسير الحسن : لم يقتل من الرسل من أصحاب الشرائع أحد قط .

                                                                                                                                                                                                                                      [ وإن جندنا لهم الغالبون يريد : حزبه ، مثلما قال في (قد سمع الله ) : أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون ] .

                                                                                                                                                                                                                                      فتول عنهم حتى حين نسختها آية القتال [يريد : القتل ببدر ، وهو منسوخ بآية السيف] وأبصرهم فسوف يبصرون أي : فسوف يرون العذاب [أيضا يقولوا : أنتظر بهم] فإذا نزل بساحتهم [أي : نزل بدارهم] فساء صباح المنذرين [يريد : قريظة والنضير] تفسير الحسن : يعني : النفخة الأولى; بها يهلك الله كفار آخر هذه الأمة وتول عنهم [يا محمد] حتى حين إلى آجالهم; [يريد : يوم بدر] ، وهذا منسوخ نسخه القتال وأبصر انتظر فسوف يبصرون [وعيدا من الله وتهديدا ، أي : فسوف] يرون العذاب .

                                                                                                                                                                                                                                      سبحان ربك ينزه نفسه رب العزة عما يصفون يكذبون يا محمد ، إنه سيعزك وأصحابك [يريد : من اتخاذ البنات والنساء] وسلام على المرسلين [ ص: 79 ] [الذين يبلغون رسالتي وقاموا بديني وحجتي] والحمد لله رب العالمين [يريد : والحمد لله ، وأنا رب العالمين ، يريد الأولين والآخرين] .

                                                                                                                                                                                                                                      يحيى : عن الحسن بن دينار ، عن أبي هارون العبدي قال : " سألت أبا سعيد الخدري : بم كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يختم صلاته ؟  فقال : بهذه الآية : سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 80 ]

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية