وقالوا ما لنا لا نرى رجالا كنا نعدهم من الأشرار أتخذناهم سخريا أم زاغت عنهم الأبصار إن ذلك لحق تخاصم أهل النار قل إنما أنا منذر وما من إله إلا الله الواحد القهار رب السماوات والأرض وما بينهما العزيز الغفار قل هو نبأ عظيم أنتم عنه معرضون ما كان لي من علم بالملإ الأعلى إذ يختصمون إن يوحى إلي إلا أنما أنا نذير مبين
وقالوا ما لنا لا نرى رجالا لما دخلوا النار لم يروهم معهم فيها فقالوا : ما لنا لا نرى رجالا كنا نعدهم من الأشرار في الدنيا أتخذناهم سخريا فأخطأنا أم زاغت عنهم الأبصار أي : أم هم فيها ولا نراهم ؟ هذا تفسير قال : علموا بعد أنهم ليسوا معهم فيها . مجاهد .
قال تقرأ (سخريا ) بضم السين وكسرها بمعنى واحد من الهزء . وقد قيل : من ضم أوله جعله من السخرة ، ومن كسر جعله من الهزء . وقرأ محمد : نافع أتخذناهم بألف الاستفهام قال الله : إن ذلك لحق تخاصم أهل النار يعني : قول بعضهم لبعض في الآية الأولى قل إنما أنا منذر من النار وما من إله إلا الله الواحد القهار قهر العباد بالموت ، وبما شاء من أمره [ ص: 99 ] رب السماوات والأرض وما بينهما العزيز الغفار لمن آمن .
قل هو نبأ عظيم يعني : القرآن أنتم عنه معرضون يعني : المشركين ما كان لي من علم بالملإ الأعلى يعني : الملائكة إذ يختصمون تفسير الحسن : اختصموا في خلق آدم; قالوا فيما بينهم : ما الله خالق خلقا هو أكرم عليه منا .
قوله : إن يوحى إلي إلا أنما أنا نذير مبين كقوله : إنما أنت منذر ولكل قوم هاد النبي المنذر ، والله الهادي .