أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله أولئك في ضلال مبين الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله ذلك هدى الله يهدي به من يشاء ومن يضلل الله فما له من هاد أفمن يتقي بوجهه سوء العذاب يوم القيامة وقيل للظالمين ذوقوا ما كنتم تكسبون كذب الذين من قبلهم فأتاهم العذاب من حيث لا يشعرون فأذاقهم الله الخزي في الحياة الدنيا ولعذاب الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون
أفمن شرح الله صدره للإسلام : أي : وسع فهو على نور من ربه أي : ذلك النور في قلبه فويل للقاسية قلوبهم الآية; أي : أن الذي شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه ليس كالقاسي قلبه الذي هو في ضلال مبين عن الهدى; يعني : المشرك وهذا على الاستفهام يقول : هل يستويان أي : أنهما لا يستويان .
الله نزل أحسن الحديث يعني : القرآن كتابا متشابها يعني : يشبه بعضه بعضا في نوره وصدقه وعدله مثاني يعني : ثنى الله فيه القصص عن الجنة في هذه السورة ، وثنى ذكرها في سورة أخرى ، وذكر النار في هذه السورة ثم ذكرها في غيرها من السور; هذا تفسير الحسن .
قال محمد : مثاني نعت قوله (كتابا ) ولم ينصرف; لأنه جمع ليس على [ ص: 110 ] مثال الواحد .
تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم إذا ذكروا وعيد الله [فيه] ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله إذا ذكروا أعمالهم الصالحة ، لانت قلوبهم وجلودهم إلى وعد الله الذي وعدهم .
قال وقيل : المعنى : إذا ذكرت آيات العذاب ، اقشعرت جلود الخائفين لله ، ثم تلين جلودهم وقلوبهم إذا ذكرت آيات الرحمة . محمد :
أفمن يتقي بوجهه سوء العذاب أي : شدته أول ما تصيب منه النار إذا ألقي فيها وجهه; لأنه يكب على وجهه خير أم من يأتي آمنا أي : أنهما لا يستويان وقيل للظالمين المشركين : ذوقوا ما كنتم تكسبون أي : جزاء ما كنتم تعملون كذب الذين من قبلهم يعني : من قبل قومك يا محمد .
فأتاهم العذاب من حيث لا يشعرون جاءهم فجأة ولعذاب الآخرة أكبر من عذاب الدنيا لو كانوا يعلمون لعلموا أن عذاب الآخرة أكبر من عذاب الدنيا .