الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      إنا أنزلنا عليك الكتاب للناس بالحق فمن اهتدى فلنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها وما أنت عليهم بوكيل  الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون  أم اتخذوا من دون الله شفعاء قل أولو كانوا لا يملكون شيئا ولا يعقلون  قل لله الشفاعة جميعا له ملك السماوات والأرض ثم إليه ترجعون  

                                                                                                                                                                                                                                      وما أنت عليهم بوكيل أي : بحفيظ لأعمالهم حتى تجازيهم بها ، والله هو الذي يجزيهم بها والتي لم تمت في منامها أي ويتوفى التي لم تمت; أي : يتوفاها في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت أي : فيميتها .

                                                                                                                                                                                                                                      قال محمد : (فيمسك ) بالرفع هي قراءة نافع .

                                                                                                                                                                                                                                      ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى إلى الموت; وذلك أن الإنسان إذا نام خرجت النفس وتبقى الروح فيكون بينهما مثل شعاع الشمس ، وبلغنا أن [ ص: 114 ] الأحلام التي يرى النائم هي في تلك الحال; فإن كان ممن كتب الله عليه الموت في منامه خرجت الروح إلى النفس ، وإن كان ممن لم يحضر أجله رجعت النفس إلى الروح فاستيقظ .

                                                                                                                                                                                                                                      إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون وهم المؤمنون أم اتخذوا من دون الله شفعاء أي : قد اتخذوهم; ليشفعوا لهم زعموا ذلك لدنياهم ليصلحها لهم ولا يقرون بالآخرة قل يا محمد : أولو كانوا يعني : أوثانهم لا يملكون شيئا ولا يعقلون [أي : أنهم لا يملكون شيئا ولا يعقلون قل لله الشفاعة جميعا أي : لا يشفع أحد يوم القيامة إلا بإذنه ، يأذن لمن يشاء من الملائكة والأنبياء والمؤمنين أن يشفعوا للمؤمنين فيشفعهم فيهم .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية