الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      فوقاه الله سيئات ما مكروا وحاق بآل فرعون سوء العذاب  النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب  وإذ يتحاجون في النار فيقول الضعفاء للذين استكبروا إنا كنا لكم تبعا فهل أنتم مغنون عنا نصيبا من النار  قال الذين استكبروا إنا كل فيها إن الله قد حكم بين العباد  

                                                                                                                                                                                                                                      فوقاه الله سيئات ما مكروا أي : عصمه من ذلك الكفر الذي دعوه إليه ، [ ص: 136 ] وعصمه من القتل والهلاك الذي هلكوا به وحاق بآل فرعون وجب عليهم سوء العذاب يعني : شدته النار يعرضون عليها غدوا وعشيا قال مجاهد : يعني : ما كانت الدنيا .

                                                                                                                                                                                                                                      يحيى : عن حماد (عن ) أبي هارون العبدي ، عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر في حديث ليلة أسري به " أنه أتى على سابلة آل فرعون ، حيث ينطلق بهم إلى النار يعرضون عليها غدوا وعشيا; فإذا رأوها قالوا : ربنا لا تقومن الساعة! لما يرون من عذاب الله " .

                                                                                                                                                                                                                                      ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون يعني : أهل ملته ، وفرعون معهم أشد العذاب .

                                                                                                                                                                                                                                      وإذ يتحاجون في النار فيقول الضعفاء يعني : السفلة للذين استكبروا يعني : الرؤساء في الضلالة إنا كنا لكم تبعا أي : دعوتمونا إلى الضلالة فأطعناكم فهل أنتم مغنون عنا نصيبا أي : جزءا من النار .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية