الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين  ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم  وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم  وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم  ومن آياته الليل والنهار والشمس والقمر لا تسجدوا للشمس ولا للقمر واسجدوا لله الذي خلقهن إن كنتم إياه تعبدون  فإن استكبروا فالذين عند ربك يسبحون له بالليل والنهار وهم لا يسأمون  

                                                                                                                                                                                                                                      ومن أحسن قولا الآية ، وهذا على الاستفهام; أي : لا أحد أحسن قولا منه ولا تستوي الحسنة ولا السيئة الحسنة في هذا الموضع العفو والصفح ، والسيئة ما يكون بين الناس من الشتم والبغضاء .

                                                                                                                                                                                                                                      قال محمد : المعنى : ولا تستوي الحسنة والسيئة و (لا ) زائدة .

                                                                                                                                                                                                                                      ادفع بالتي هي أحسن يقول : ادفع بالعفو والصفح القول القبيح والأذى ، كان ذلك فيما بينهم وبين المشركين قبل أن يؤمروا بقتالهم .

                                                                                                                                                                                                                                      يحيى : عن فطر ، عن أبي إسحاق الهمداني ، عن أبي الأحوص ، عن أبيه قال : " قلت : يا رسول الله ، إن لي جارا وإنه يسيء مجاورتي; أفأفعل به كما يفعل بي ؟ قال : لا ، إن اليد العليا خير من اليد السفلى .  

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 154 ] فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم أي : قريب قرابته وما يلقاها إلا الذين صبروا فيقول : لا يعفو العفو الذي يقبله الله إلا أهل الجنة ، وهي الحظ العظيم وإما ينزغنك من الشيطان نزغ قال قتادة : النزغ : الغضب .

                                                                                                                                                                                                                                      ومن آياته من علامات توحيده الليل والنهار والشمس والقمر لا تسجدوا للشمس ولا للقمر واسجدوا لله الذي خلقهن خلق آياته فإن استكبروا يعني : المشركين عن السجود لله فالذين عند ربك يعني : الملائكة يسبحون له بالليل والنهار وهم لا يسأمون أي : يملون .

                                                                                                                                                                                                                                      قال (مجاهد ) : سألت ابن عباس عن السجدة في " حم " فقال : اسجدوا بالآخرة من الآيتين . قال ابن عباس : وليس في المفصل سجود .  

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 155 ]

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية