الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ومنها "المجيد" قال الله عز وجل: ذو العرش المجيد  ، وقال: إنه حميد مجيد ، ورويناه في خبر الأسامي قال الحليمي ومعناه المنيع المحمود  لأن العرب لا تقول لكل محمود مجيدا، ولا لكل منيع مجيدا، وقد يكون الواحد منيعا غير محمود كالمتآمر الخليع الجائر أو اللص المتحصن ببعض القلاع وقد [ ص: 111 ] يكون محمودا غير منيع كأمير السوقة والمصابرين من أهل القبلة، فلما لم يقل لواحد منهما: مجيد، علمنا أن المجيد من جمع بينهما وكان منيعا لا يرام، وكان في منعته حسن الخصال جميل الفعال والباري جل ثناؤه يجل عن أن يرام أو يوصل إليه وهو مع ذلك محسن منعم مجمل مفضل لا يستطيع العبد أن يحصي نعمته ولو استنفد فيه مدته، فاستحق اسم المجيد وما هو أعلى منه، قال أبو سليمان الخطابي: المجيد الواسع الكريم، وأصل المجد في كلامهم السعة، يقال: رجل ماجد إذا كان سخيا واسع العطاء وقيل في تفسير قوله تعالى: ق والقرآن المجيد ، إن معناه الكريم وقيل: الشريف.

التالي السابق


الخدمات العلمية