الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
30 - ذكر الحسين بن علي رضي الله عنهما

روي عن يعلى العامري ، أنه خرج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلى طعام دعوا له، فإذا حسين مع غلمان يلعب، فاستفتل رسول الله صلى الله عليه وسلم، أي تقدم وأسرع أمام القوم، فأراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأخذه، فطفق الصبي يفر هاهنا مرة، وهاهنا مرة، وجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم، يضاحكه حتى أخذه، فوضع فاه على فيه فقبله، وقال: "حسين مني وأنا من حسين، أحب الله من أحب حسينا ، حسين سبط من الأسباط"   [ ص: 349 ] وعن بريدة ، رضي الله عنه، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطبنا، فجاء الحسن ، والحسين ، وعليهما قميصان أحمران يمشيان ويعثران، فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم، من المنبر فوضعهما بين يديه، ثم قال: " صدق الله إنما أموالكم وأولادكم فتنة نظرت إلى هذين الصبيين يمشيان ويعثران، فلم أصبر حتى قطعت حديثي ورفعتهما "   [ ص: 350 ] وعن ابن عباس ، رضي الله عنه، قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم، فيما يرى النائم أشعث أغبر بيده قارورة فيها دم، فقلت: ما هذه يا رسول الله؟ قال: "هذا دم الحسين وأصحابه، لم أزل ألتقطه منذ الليلة"   .

فحسبوه، فوجدوه قتل في ذلك اليوم قال أبو جعفر: قتله رجل من مذحج.

وقال مصعب الزبيري: قتله سنان بن أنس النخعي يوم الجمعة يوم عاشوراء سنة إحدى وستين.

روي عن جعفر ، عن أبيه ، أنه قتل وهو ابن بضع وخمسين سنة [ ص: 351 ] .

أخبرنا أبو طاهر الراراني ، أخبرنا أبو الحسن بن عبدكويه ، حدثنا فاروق الخطابي ، حدثنا الكشي ، حدثنا مسدد ، حدثنا ابن داود ، عن ابن أبي نعم ، عن أبيه ، عن ابن مسعود ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ابناي هذان سيدا شباب أهل الجنة إلا ابني الخالة عيسى ويحيى"   [ ص: 352 ] أخبرنا سليمان بن إبراهيم ، في كتابه، أخبرنا علي بن ماشاذة ، في كتابه، حدثنا أبو أحمد العسال ، حدثنا عبد الله بن محمد البغوي ، حدثنا عبد الرحمن بن صالح ، حدثنا موسى بن عثمان الحضرمي ، عن الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: كان الحسين مقربا للنبي صلى الله عليه وسلم، ورضي عنه، وكان يحبه حبا شديدا، فقال "اذهب إلى أمك" ، فقلت: أذهب معه، قال: "لا" .

فجاءته برقة من السماء فمشى في ضوئها حتى دخل
[ ص: 353 ] .

التالي السابق


الخدمات العلمية