فصل من كلام أبي ذر رضي الله عنه
قال كان سفيان الثوري: رضي الله عنه، يقول: إني لكم ناصح، إني عليكم شفيق، صلوا في ظلمة الليل لوحشة القبور، صوموا لحر يوم النشور، تصدقوا مخافة يوم عسير، وقال: يكفي الدعاء مع البر ما يكفي الملح من الطعام. أبو ذر
وروي عن قال: رأيت عبد الله بن خراش في ظلة له سوداء أبا ذر بالربذة، وتحته امرأة له سحماء وهو جالس على قطعة جوالق، فقيل له: يا ، إنك امرؤ ما يبقى لك ولد، قال: الحمد لله الذي يأخذهم في دار الفناء، ويدخرهم في دار البقاء، قالوا: يا أبا ذر ، لو اتخذت امرأة غير هذه، قال: لأن أتزوج امرأة تضعني أحب إلي من أن أتزوج امرأة ترفعني، فقالوا: لو اتخذت بساطا ألين من هذا، قال: اللهم غفرا خذ مما خولت ما بدا لك، وقيل له: لو اتخذت ضيعة كما اتخذ فلان [ ص: 330 ] وفلان، قال: ما أصنع بأن أكون أميرا، وإنما يكفيني كل يوم شربة من ماء أو لبن، وفي الجمعة كفان من قمح. أبا ذر
وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم، عيسى بن مريم، فلينظر إلى أبي ذر" "من سره أن ينظر إلى تواضع وفي رواية ، أبي هريرة "أشبه الناس أبي ذر بعيسى نسكا وزهدا" عن النبي صلى الله عليه وسلم في [ ص: 331 ] .
وقيل رضي الله عنه: حدثنا عن لعلي رضي الله عنه، قال علم العلم، ثم أوكى عليه رباطا شديدا. أبي ذر
وقال كنت الأحنف بن قيس: بالمدينة في إمارة رضي الله عنه، فإذا رجل آدم طويل، وإذا هو عثمان أبو ذر.
وعن قالت: كان أسماء بنت يزيد، رضي الله عنه، يخدم النبي صلى الله عليه وسلم، حتى إذا فرغ من خدمته أوى إلى المسجد، فكان هو بيته، فاضطجع فيه. أبو ذر
وقال رضي الله عنه: أبو ذر وإنه والله ما منكم من أحد إلا وقد تشبث منها بشيء غيري، وإني لأقربكم يوم القيامة من رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن أقربكم مني مجلسا يوم القيامة، من خرج من الدنيا كهيئته يوم تركته" [ ص: 332 ] . سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول:
أم ذر، قالت: لما حضر الوفاة بكيت، فقال: ما يبكيك؟ قالت: مالي لا أبكيك، وأنت في فلاة من الأرض ليس عندي ثوب يسعك كفنا، قال: لا تبكي، وأبشري، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول لنفر أنا فيهم: أبا ذر . "ليموتن منكم رجل بفلاة من الأرض، تشهده عصابة من المسلمين"
وليس من أولئك النفر أحد إلا أهلك في قربة جماعة، وأنا الذي أموت بفلاة، فأبصري الطريق، قلت: أنى وقد ذهب الحاج، وانقطعت الطريق، قال: اذهبي فتبصري، فبينما أنا كذلك إذا أنا برجال على رحالهم كأنهم الرخم، فألحت بثوبي، فأقبلوا حتى وقفوا علي، وقالوا: أما لك يا أمة الله؟ قلت: امرؤ من المسلمين تكفنونه، قالوا: ومن هو؟ قلت: ، قالوا: صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قلت: نعم. أبو ذر
ففدوه بآبائهم وأمهاتهم، فدخلوا عليه، فقال: أنشدكم أن لا يكفنني رجل كان أميرا، أو عريفا، أو بريدا، أو نقيبا، وليس أحد من القوم إلا قارف بعض ذلك، إلا فتى من الأنصار، قال: يا عم، أنا أكفنك، لم أصب مما ذكرت شيئا، أكفنك في ردائي هذا وثوبين في عيبتي من غزل أمي، فكفنه الأنصاري في النفر الذين شهدوه، منهم حجر بن عدي بن الأدبر ، ومالك بن الأشتر ، والنفر كلهم يمان [ ص: 333 ] . وعن
قال أهل التاريخ: رضي الله عنه، لأربع سنين بقين من خلافة أبو ذر عثمان. توفي
وقيل: مات في سنة ثنتين وثلاثين.