الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
باب الباء

162 - ذكر بكر بن عبد الله المزني رحمة الله عليه بصري، كان يدعو بهذا الدعاء: اللهم افتح لنا من خزائن رحمتك لا تعذبنا بعدها أبدا في الدنيا والآخرة، ومن فضلك الواسع رزقا حلالا طيبا، لا تفقرنا بعده إلى أحد سواك أبدا، تزيدنا بهما شكرا وإليك فاقة وفقرا، وبك عمن سواك غنى وتعففا.

وقال بكر بن عبد الله: من مثلك يابن آدم، خلي بينك وبين الماء والمحراب، تدخل إذا شئت على ربك ليس بينك وبينه حجاب ولا ترجمان.

وقال: إنما طيب المؤمنين هذا الماء [ ص: 706 ] .

قال أهل التاريخ: كان بكر بن عبد الله عابدا فاضلا مجاب الدعوة.

ومن كلام بكر بن عبد الله ، قال: إن عرض لك إبليس بأن لك فضلا على أحد من أهل الإسلام، فانظر، فإن كان أكبر منك فقل: سبقني بالإيمان والعمل الصالح، فهو خير مني، وإن كان أصغر منك فقل: سبقت هذا بالمعاصي والذنوب واستوجبت العقوبة فهو خير مني.

وفي رواية: ارتكبت من الذنوب أكثر مما ارتكب فهو خير مني.

وإن رأيت إخوانك من المسلمين يكرمونك ويصلونك ويعظمونك فقل: هذا فضل أخذوا به، فإذا رأيت منهم جفاء وانقباضا فقل: هذا ذنب أحدثته.

وكان يقول: عليكم بأمر إن أصبتم أجرتم، وإن أخطأتم لم تأثموا وهو: حسن الظن بالناس،  وإياكم وكل أمر إن أصبتم لم تؤجروا وإن أخطأتم أثمتم.

وقال بكر: إن الله ليجرع العبد المرارة لما يريد فيه من صلاح عاقبته، أما رأيتم المرأة تجرع ولدها الصبر أو الحضض تريد عافيته.

وقال بكر: إنكم تكثرون من الذنوب فاستكثروا من الاستغفار، فإن الرجل إذا وجد في صحيفته بين سطرين استغفارا سره مكان ذلك   [ ص: 707 ] .

وقال: رحم الله عبدا رزقه الله قوة فاستعمل نفسه في طاعة الله،  أو قصر به ضعف فلم يعملها في معاصي الله.

التالي السابق


الخدمات العلمية