فصل
روي عن شقيق البلخي ، قال: أوله: ضعف النية في عمل الآخرة، والثاني: صارت أبدانهم رهينة بشهواتهم، والثالث: غلب طول الأمل على قرب أجلهم، والرابع: اتبعوا أهواءهم ونبذوا سنة رسولهم صلى الله عليه وسلم وراء ظهورهم، والخامس: آثروا رضا المخلوقين فيما يشتهون على رضا خالقهم فيما يكرهون، والسادس: جعلوا زلات السلف دينا ومناقبا لأنفسهم. دخل الفساد في الخلق من ستة أشياء:
وقال: من أراد أن يعرف معرفته بالله فلينظر إلى ما وعده الله، ووعده الناس بأيهما قلبه أوثق.
وقال: ميز بين ما تعطي وتعطى، إن كان من يعطيك أحب إليك فإنك محب للدنيا، وإن كان من تعطيه أحب إليك فأنت محب للآخرة.
وقال: اتق الأغنياء، فإنك متى عقدت قلبك معهم وطمعت فيهم فقد اتخذتهم ربا من دون الله.
وقال: ليس شيء أحب إلي من الضيف لأن رزقه ومؤنته على الله، وأجره لي.
وقال: إذا أردت أن تكون في راحة فكل ما أصبت، والبس ما وجدت، وارض بما قضى الله عليك، وقال: من دار حول العلو [ ص: 1127 ] فإنما يدور حول النار، وقال: من دار حول الشهوات فإنه يدور بدرجاته في الجنة ليأكلها في الدنيا.