الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
ومما تشكل ألفاظه ، ما أخبرنا به أبو بكر الجوهري ، حدثنا سليمان بن الربيع النهدي ، حدثنا همام بن مسلم ، عن أبي العوام عمران بن داور [عن nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة ] ، عن الحسن ، عن [ ص: 373 ] nindex.php?page=showalam&ids=40عمران بن حصين رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: nindex.php?page=treesubj&link=29214_33084 "أنه كان يتعوذ من خمس: من العيمة ، والغيمة ، والأيمة ، والكزم ، والقرم " . فالعيمة -العين غير معجمة- شدة شهوة اللبن ، وألا يصبر الإنسان عنه . وأخبرنا الأخفش ، حدثنا ثعلب ، عن ابن الأعرابي قال: العرب تقول في الدعاء على الإنسان: ما له ، عام ، وغام وآم ، وسقي بلزن ضاح . عام من شهوة اللبن ، وغام من شهوة العطش ، وآم ماتت امرأته ، وسقي بلزن أي موضع ضيق ، وضاح في الشمس . وقوله صلى الله عليه وسلم: والغيمة ، بالغين المعجمة - فهو أن يكون الإنسان شديد العطش ، كثير الاستسقاء . كما قال الشاعر يذكر حميرا:
[ ص: 374 ]
فظلت صوادي خزر العيون إلى الشمس من رهبة أن تغيما
والأيمة: طول التعزب ، والقرم شدة الشهوة للحم ، والكزم: شدة الأكل ، من قولهم: كزم الشيء يكزمه كزما ، ويقال هو البخل ، من قولهم رجل أكزم البنان ، أي قصيرها كما قيل: قصير البنان ، جعد الكف .