ومما يروى على وجهين وأحدهما أكثر: ما روي "أن النبي صلى الله عليه وسلم عطس عنده رجلان ، فشمت أحدهما ولم يشمت الآخر " روي بالشين المعجمة وهو أكثر وأعلى ، وقد روي بالسين غير المعجمة ، وكل من دعا لأخيه بخير هو مسمت له . وفي حديث علي رضي الله عنهما وفاطمة "أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا لهما وشمت عليهما " بالشين المنقوطة .
[ ص: 388 ] وروى بعضهم في حديث أنه اتخذ أنفا من ورق فأنتن عليه . أصحاب الحديث يروونه بالكسر: من ورق . بكسر الراء يعنون الفضة ، وهكذا الرواية ، وحكى بعضهم عن عرفجة: يزيد بن عمرو الغنوي أنه قال: ذاكرت به فقال: إنما هو من ورق بفتح الراء وقال: فأما الورق فإنه [ ص: 389 ] بمنزلة الذهب لا ينتن ، وهذا غلط من الأصمعي ، أو غلط عليه ، لأنه متعارف بين أهل المعرفة بالطبائع أن الفضة تصدأ وتنتن في أيام يسيرة ، وأن الذهب لا يصدأ ولا يتغير وما سمعته إلا بكسر الراء من المحصلين وغيرهم . الأصمعي