الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ومما يشكل ويصحف قول النبي صلى الله عليه وسلم: "استغنوا عن الناس ولو بقصمة السواك "  قوله بقصمة السواك بالقاف ، والصاد غير معجمة ، يعني ما انكسر منه إذا استيك به . قال أبو عبيد : روي بالقاف . وأما الفصمة بالفاء: أن ينصدع [ ص: 258 ] الشيء من غير أن يبين . وفي حديث آخر: "فما ترتفع في السماء فصمة إلا فتح لها باب من النار " . فالفصمة مرقاة الدرجة سميت فصمة لأنها كسرة وكل شيء كسرته فقد فصمته ، وقيل للسيوف إذا كان بها فلول: بها فصم .

وأما الحديث الآخر في الوحي "فيفصم عني" بالفاء أيضا حدثناه محمد بن عبد العزيز الداركي ، حدثنا أحمد بن الفرات ، حدثنا أبو أسامة ، حدثنا هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة رضي الله عنهما أن الحارث بن هشام سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: كيف يأتيك الوحي ؟  فقال: "أحيانا يأتيني مثل [ ص: 259 ] صلصلة الجرس ، وهو أشده علي ، فيفصم عني وقد وعيت ما قال . وأحيانا يتمثل لي الملك فيكلمني" ، قالت: ولقد رأيته ينزل عليه في اليوم الشديد البرد ، فيفصم عنه وإن جبينه "ليتقصد عرقا " هكذا رواه يتقصد بالقاف ، وأنا أحسبه بالفاء يتفصد ، وما كان الشيخ ممن يضبط ، فإن كان محفوظا بالقاف فهو من قولهم: تقصد الشيء إذا تكسر وتقطع ، وإن كان بالفاء فهو من قولهم: "فصدت الناقة إذا استخرج دمها ليشربه " .

وأما الحديث الآخر في ذكر علي كرم الله وجهه: "وإنه لقضم ما يطاق" فإنه بالقاف وضاد معجمة أي يقضم كل شيء لشجاعته .

التالي السابق


الخدمات العلمية