ومما يشكل ويصحف قول النبي صلى الله عليه وسلم: "استغنوا عن الناس ولو بقصمة السواك " قوله بقصمة السواك بالقاف ، والصاد غير معجمة ، يعني ما انكسر منه إذا استيك به . قال : روي بالقاف . وأما الفصمة بالفاء: أن ينصدع [ ص: 258 ] الشيء من غير أن يبين . وفي حديث آخر: أبو عبيد "فما ترتفع في السماء فصمة إلا فتح لها باب من النار " . فالفصمة مرقاة الدرجة سميت فصمة لأنها كسرة وكل شيء كسرته فقد فصمته ، وقيل للسيوف إذا كان بها فلول: بها فصم .
وأما الحديث الآخر في الوحي "فيفصم عني" بالفاء أيضا حدثناه محمد بن عبد العزيز الداركي ، حدثنا ، حدثنا أحمد بن الفرات ، حدثنا أبو أسامة ، عن أبيه ، هشام بن عروة رضي الله عنهما أن عائشة الحارث بن هشام سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: فقال: "أحيانا يأتيني مثل [ ص: 259 ] صلصلة الجرس ، وهو أشده علي ، فيفصم عني وقد وعيت ما قال . وأحيانا يتمثل لي الملك فيكلمني" ، قالت: ولقد رأيته ينزل عليه في اليوم الشديد البرد ، فيفصم عنه وإن جبينه "ليتقصد عرقا " كيف يأتيك الوحي ؟ هكذا رواه يتقصد بالقاف ، وأنا أحسبه بالفاء يتفصد ، وما كان الشيخ ممن يضبط ، فإن كان محفوظا بالقاف فهو من قولهم: تقصد الشيء إذا تكسر وتقطع ، وإن كان بالفاء فهو من قولهم: "فصدت الناقة إذا استخرج دمها ليشربه " . عن
وأما الحديث الآخر في ذكر علي كرم الله وجهه: "وإنه لقضم ما يطاق" فإنه بالقاف وضاد معجمة أي يقضم كل شيء لشجاعته .