[ ص: 52 ]
قال علي: وحدث عبد الله بن داود يعني الخريبي بحديث فيه "لا تباع الثمرة حتى تسفح" فسألت أبا عبيدة فلم يعرفها ، فلما قدم ، حدثنا فقال: حتى تشقح ، فلقيت وكيع ابن داود فأخبرته فقال: متعت بك أنا أرجع إلى الحق كما هو عند الناس .
قلت أنا: التشقيح تلوين البسر إذا اصفر واحمر ، ويقال: شقحت النخلة تشقح تشقيحا ، وقالوا أشقح إشقاحا إذا تغير البسر للاصفرار بعد الاخضرار ، وهو أقبح ما يكون في ذلك الوقت ، ولذلك قالوا: قبيح شقيح . وقرأت على أبي بكر الأعرابي في ابنه:
أقبح به من ولد وأشقح مثل جري الكلب ، لا بل أقبح
وقد فسر هذا في الحديث المروي ، حدثنا به عبد الله بن [ ص: 53 ] حمدان المصاحفي بتستر ، حدثنا يعقوب بن إسحاق ، حدثنا ، حدثنا عفان ، عن سليم بن حيان سعيد بن مينا قال: جابر بن عبد الله [قلت "نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن بيع الثمرة حتى تشقح" لجابر ما تشقح ] ؟ قال تصفر وتحمر ، ويؤكل منها . عن
أخبرنا أحمد بن محمد الهزاني ، حدثنا أحمد بن روح الأهوازي ، حدثنا سفيان ، عن ، عن الزهري عروة رضي الله عنها قالت: دخل عائشة مجزز المدلجي على رسول الله [ ص: 54 ] صلى الله عليه وسلم ، فرأى أسامة ، وزيدا عليهما قطيفة قد غطت رءوسهما وبدت أقدامهما ، فقال: "إن هذه الأقدام بعضها من بعض" قالت: فدخل على النبي صلى الله عليه وسلم مسرورا ، قال عن هو ابن جريج محرز ، فقال له سفيان بل هو مجزز ، فخجل ورجع .
أخبرنا محمد بن يحيى ، حدثنا علي بن الصباح الشيرازي ، [ ص: 55 ] حدثنا أبو محلم -قال الشيخ: هو أحمد بن هشام السعدي- قال: حدثني من سمع يقول: حدثنا شعبة قال: أهدى محمد بن المنكدر هدايا لأهل سعيد بن العاص المدينة ، وقال لرسوله: لا تعتذرن إلا عند رضي الله عنه ، وقل له ما فضلت عليك واحدا في الهدية إلا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، فقال عثمان بن عفان علي رضي عنه لما قال له الرسول ذلك: لشد ما نفست علي أمية وضايقتني ، والله لئن وليتها لأنفضنها نفض القصاب التراب الوذمة . قال [ ص: 56 ] فقال الثراب -بالثاء المعجمة بثلاث- فقال الأصمعي: ما سمعت إلا التراب بالتاء ، فتحاكما إلى شعبة: ، فحكم كما قال أبي عمرو قال شعبة: أبو محلم: الصواب ما قال ، وحكم به شعبة أبو عمرو .
وأخبرنا به عبد العزيز بن يحيى الجلودي ، عن أبي ذكوان ، عن التوزي ، عن مثله ، وقال الأصمعي التوزي: صحف وأصاب الأصمعي ، والتراب: الكروش ، يقال: هذه كروش تربة والوذمة ذوات زوايد ، شبهت بوذام الدلو وأنشد: شعبة
قد صدرت مترعة وذامها
هذا مذهب فيه . وقال أبي عبيد أبو سعيد [ ص: 57 ] المكفوف فيما رد على وقال حكاية عنه وفسر التراب الوذمة [ ص: 58 ] هي الحزة من الكروش أو الكبد ، والتربة التي قد سقطت في التراب فتتربت ، ثم قال أبي عبيد أبو سعيد والصحيح عندنا غير ما ذكر ، وإنما سميت الكروش التربة لأنها يحمل فيها التراب من المربع ، والوذمة التي قد أخمل باطنها بخملة وهي زئبرها ، وكل كرش وذمة لأنها مخملة . فيقول: لئن وليتهم لأطهرنهم مما هم فيه من الدنس ، ولأطيبنهم بعد الخبث ، وسمعت أبا بكر بن دريد يرد هذا كله ويقول: إن قولهم التراب الوذمة [مقلوب ] خطأ ، وإن أصحاب الحديث قلبوه ، وإنما هو الوذام التربة ، [ ص: 59 ] قال: وأصله أن كل سير قددته مستطيلا فهو وذم ، وكذلك اللحم والكروش وما أشبهه . وهذا أراد .
وأخبرنا أبو عبد الله نفطويه حدثنا ، عن محمد بن يونس العتبي قال: سمعت أعرابيا يقول: اللهم لك الحمد على سكون الليل ، وحركة النهار ، وتسبيح العروق ، قال أبو عبد الله نفطويه: هكذا قال المحدث: تسبيح العروق ، وإنما هو تسبيخ العروق بالخاء المعجمة ، يعني سكونها ، أي ليس فيها ضربان يؤلم ، ويقال: "سبخوا عنكم في الظهيرة" أي سكنوا .
وحدثنا أبو جعفر بن زهير ، حدثنا ، حدثنا [ ص: 60 ] عمرو بن علي ، عن عبد الرحمن بن مهدي سفيان ، عن ، عن حبيب بن أبي ثابت عطاء رضي الله عنها عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم سمعها تدعو على سارق سرقها ، فقال: "لا تسبخي عنه" قلت أنا: معناه لا تخففي عنه بدعائك عليه ، وهو مثل قوله صلى الله عليه وسلم: عن "من دعا على من ظلمه فقد انتصر" ويقال: [ ص: 61 ] سبخ الله عنك الأذى أي خففه وكشفه ، ولهذا قيل لقطع القطن إذا ندفت سبائخ . قال الأخطل:
فأرسلوهن يذرين التراب كما يذري سبائخ قطن ندف أوتار
ووجدت هذا الحديث في كتاب عبدان القاضي في مسند رضي الله عنها رواه عن عائشة سهل بن بحر ، عن محمد بن الصباح ، عن هشيم ، عن حجاج ، عن ابن أبي مليكة رضي الله عنها ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: عائشة وهذا خطأ وليس بشيء . "لا تسبخي عنه حتى توفين أجرك يوم القيامة" عن