وأخبرنا ، حدثنا ابن عمار ابن أبي سعد ، عن زكريا بن مهران قال صحف بعضهم [قوله ]: "لا يورث حميل إلا ببينة" فقال: "لا يرث جميل إلا بثينة" قلت [ ص: 63 ] أنا: الحميل ما يحمل من بلاد الروم وغيرها من السبي وهم [ ص: 64 ] صغار فيدعي بعضهم أنساب بعض فلا يقبل ذلك منهم إلا ببينة . وقالوا: الحميل المنبوذ يحمله قوم فيرثونه ويقال للدعي أيضا: حميل . قال الكميت:
علام نزلتم من غير فقر ولا ضراء منزلة الحميل
ويسمى الولد في بطن الأم إذا أخذت من بلاد الشرك: حميلا ، والحميل أيضا: الغثاء ، وما يحمله السيل .
وفي الحديث "فينبتون كما تنبت الحبة في حميل السيل" والحبة مكسورة الحاء ، هكذا أكثر الرواية ، وهي بزور [ ص: 65 ] البقل ، ويقال: الحبة نبت ينبت في الحشيش صغار ، وقالوا: الحبة إذا كانت حبوبا مختلفة من كل شيء ، وتجمع حب الرياحين حبة ، الواحدة حبة . والرواية الصحيحة الحبة بكسر الحاء .
وأخبرنا أبو بكر محمد بن عبدان ، حدثنا محمد بن أحمد بن البراء [قال ]: كان بواسط وراق ينظر في الأدب والشعر ولا يعرف شيئا من الحديث ، وكان لعمرو بن عون الواسطي وراق مستمل يلحن كثيرا ، فقال: أخروه ، وتقدم إلى الوراق الذي كان ينظر في الأدب أن يقرأ عليه ، فبدأ فقال: حدثكم هشيم . فقال: هشيم ويحك! ، فقال: عن حصين . فقال: حصين ويلك ، ثم قال ردوا إلي الوراق الأول فإنه وإن كان يلحن فليس يمسخ . [عمرو بن عون ]:
وحدثني علي بن محمد التستري قال حضرني أحمد بن يحيى بن زهير التستري ورجل من أصحاب الحديث يقول له: كيف حدثت فقال الزبير بن خريت ؟ لا خريت ولا كنت [ ص: 66 ] قلت أنا: إنما هو الزبير بن الخريت الخاء مكسورة والراء مشددة وأخوه الحريش بن الخريت وأصحاب الحديث يجمعون أحاديثهما لقلتها . والخريت: الدليل الحاذق ، من قولهم: دليل خريت كأنه يدخل في خرت الإبرة وهي ثقبها من حذقه ودلالته . ابن زهير:
أخبرنا محمد بن يحيى ، أنبأنا الغلابي عن [ ص: 67 ] قال: قدم [ابن ] عائشة شريك البصرة ، فقام إليه رجل [فقال ] حدثنا بحديث فقال ثابت البناني . شريك بالنبطية: لكوازي لكوازي ، أي ليس هو سمك .
وأخبرنا أحمد بن عمار ، حدثنا ابن أبي سعد ، عن قال: صحف إنسان قول عبد الله بن عبد الجبار عبيد بن الأبرص:
[ ص: 68 ] حال الجريض دون القريض . فقال: [حال ] الحريص دون القريص .
وأخبرنا أبو العباس بن عمار ، حدثنا ابن أبي سعد ، [ ص: 69 ] عن الرياشي ، حدثنا معمر ، حدثنا عبد الوارث ، عن أبي معشر ، عن إبراهيم ، عن علقمة عن عبد الله رضي الله عنه قال: "إن المؤمن لتجتمع عليه الذنوب فيحارف بها عند الموت أو القتل" .
قال الرياشي: يحارف: يقايس ، وأنشد:
ألا ليت أن الله ربي يحبني وعمرا كما أحببت أم حبيب
[ ص: 70 ] إذا ما دخلت النار إلا تحلة ولا حورفت أعمالنا بذنوب
قال ابن أبي سعد: فسمعت رجلا يقرؤه على الرياشي يجازف بالجيم والزاي ، قال الرياشي: يأخذون هذا فيروونها عني هكذا ، فإذا قيل: يحارف ، قال: حدثنا الرياشي! أفترون الرياشي كان يخطئ ويصحف ؟! .
قلت أنا: المحرف . وقيل: المحراف: الميل الذي تسبر به الجراحات ليقايس بها عند القصاص .
حدثنا ، حدثنا عبد الله بن محمد بن الحجاج الأبار قال: قال كان عثمان البري يغلط في الحديث ، وكان يقول: اكتب زييد بن المصلت ، هيه والناس يقولون زييد بن الصلت ، ثم يضحك ، قلت أنا: هذا مما يصحف [ ص: 71 ] فيه كثير ، وهو عفان: زييد بن الصلت الكندي أخو ، بعد الزاي ياءان تحت كل واحدة منهما نقطتان وتضم الزاي وتكسر . كثير بن الصلت