الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ومما يغلط فيه: قوله صلى الله عليه وسلم: "ولا ينفغ [ ص: 332 ] ذا الجد منك الجد " . قوله: الجد بفتح الجيم لا غير ، [ ص: 333 ] ومن رواه بكسر الجيم فقد أخطأ ، وقلب المعنى ، وذكر أبو عبيد [أن قوما رووه بكسر الجيم ، وقال: لا يجوز ، وإنما الجد بالفتح: الغنى ] والرزق ، يقول: إنما ينفعه العمل بطاعتك ، وهو كقول الله عز وجل: يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم . قال أبو عبيد: حدثنا محمد بن عمر ، عن ابن جريج ، عن عطاء عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لو علمت الجن أن في الإنس جدا ما قالت تعالى جد ربنا .  قال أبو عبيد: فذهب ابن عباس إلى أن الجد إنما هو الحظ والعظمة ، ولم يكن يرى أبا الأب جدا وإنما هو عنده أب .

قال أبو عبيد: وزعم بعض الناس أنما هو: ولا ينفع ذا الجد بكسر الجيم ، والجد إنما هو الاجتهاد ، وهذا خلاف ما دعا الله تعالى إليه المؤمنين ووصفهم به ، لأنه قال في كتابه: [ ص: 334 ] يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا ، فقد أمرهم بالجد والعمل ، فكيف يحثهم على العمل ويحمدهم عليه ، ثم يقول إنه لا ينفعهم ؟!

وأما قولهم في القنوت: إن عذابك الجد بالكفار ملحق ، فمعناه أن عذابك الحق الذي ليس بالهزل ، ولا يجوز ها هنا الجد بالفتح .

التالي السابق


الخدمات العلمية