وقوله: قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله رفعت ما بعد (إلا) لأن في الذي قبلها جحدا وهو مرفوع. ولو نصبت كان صوابا. وفي إحدى القراءتين (ما فعلوه إلا قليلا منهم) بالنصب. وفي قراءتنا بالرفع. وكل صواب، هذا إذا كان الجحد الذي قبل إلا مع أسماء معرفة فإذا كان مع نكرة لم يقولوا إلا الإتباع لما قبل (إلا) فيقولون: ما ذهب أحد إلا [ ص: 299 ] أبوك، ولا يقولون: إلا أباك. وذلك أن الأب كأنه خلف من أحد لأن ذا واحد وذا واحد فآثروا الإتباع، والمسألة الأولى ما قبل (إلا) جمع وما بعد (إلا) واحد منه أو بعضه، وليس بكله.