الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا  يقول: شبه عليه عمله، فرأى سيئه حسنا.

                                                                                                                                                                                                                                      ثم قال فلا تذهب نفسك عليهم حسرات فكان الجواب متبعا بقوله [ ص: 367 ] فإن الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء واكتفي بإتباع الجواب بالكلمة الثانية لأنها كافية من جواب الأولى: ولو أخرج الجواب كله كان: أفمن زين له سوء عمله ذهبت نفسك، أو تذهب نفسك لأن قوله فلا تذهب نهي يدل على أن ما نهي عنه قد مضى في صدر الكلمة. ومثله في الكلام:

                                                                                                                                                                                                                                      إذا غضبت فلا تقتل، كأنه كان يقتل على الغضب، فنهي عن ذلك. والقراء مجتمعون على تذهب نفسك وقد ذكر بعضهم عن أبي جعفر المدني (فلا تذهب نفسك عليهم) وكل صواب.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية