وقوله: أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا يقول: شبه عليه عمله، فرأى سيئه حسنا.
ثم قال فلا تذهب نفسك عليهم حسرات فكان الجواب متبعا بقوله [ ص: 367 ] فإن الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء واكتفي بإتباع الجواب بالكلمة الثانية لأنها كافية من جواب الأولى: ولو أخرج الجواب كله كان: أفمن زين له سوء عمله ذهبت نفسك، أو تذهب نفسك لأن قوله فلا تذهب نهي يدل على أن ما نهي عنه قد مضى في صدر الكلمة. ومثله في الكلام:
إذا غضبت فلا تقتل، كأنه كان يقتل على الغضب، فنهي عن ذلك. والقراء مجتمعون على تذهب نفسك وقد ذكر بعضهم عن أبي جعفر المدني (فلا تذهب نفسك عليهم) وكل صواب.