الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: وعندهم قاصرات الطرف أتراب  مرفوعة لأن قاصرات نكرة وإن كانت مضافة إلى معرفة ألا ترى أن الألف واللام يحسنان فيها كقول الشاعر:


                                                                                                                                                                                                                                      من القاصرات الطرف لو دب محول من الذر فوق الإتب منها لأثرا



                                                                                                                                                                                                                                      (الإتب: المئزر) فإذا حسنت الألف واللام في مثل هذا ثم ألقيتهما فالاسم نكرة. وربما شبهت العرب لفظه بالمعرفة لما أضيف إلى الألف واللام، فينصبون نعته إذا كان نكرة فيقولون:

                                                                                                                                                                                                                                      هذا حسن الوجه قائما وذاهبا. ولو وضعت مكان الذاهب والقائم نكرة فيها مدح أو ذم آثرت الإتباع، فقلت: هذا حسن الوجه موسر، لأن اليسارة مدح. ومثله قول الشاعر:


                                                                                                                                                                                                                                      ومن يشوه يوم فإن وراءه     تباعة صياد الرجال غشوم

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 410 ] قال الفراء: (ومن يشوه) أي يأخذ شواه وأطايبه. فخفض الغشوم لأنه مدح، ولو نصب لأن لفظه نكرة ولفظ الذي هو نعت له معرفة كان صوابا كما قالوا: هذا مثلك قائما، ومثلك جميلا.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية