ومن سورة الملك
قوله عز وجل : ليبلوكم أيكم أحسن عملا لم يوقع البلوى على أي لأن فيما بين [أي ، وبين البلوى ] إضمار فعل ، كما تقول في الكلام : بلوتكم لأنظر أيكم أطوع ، فكذلك ، فأعمل فيما تراه قبل ، أي مما يحسن فيه إضمار النظر في [قولك : اعلم أيهم ذهب ] وشبهه ، وكذلك قوله : سلهم أيهم بذلك زعيم يريد : سلهم ثم انظر أيهم يكفل بذلك ، وقد يصلح مكان النظر القول في قولك : اعلم أيهم ذهب لأنه يأتيهم فيقول . أيكم ذهب ؟ فهذا شأن هذا الباب ، وقد فسر في غير [ ص: 170 ] هذا الموضع . ولو قلت : اضرب أيهم ذهب . لكان نصبا لأن الضرب لا يحتمل أن يضمر فيه النظر ، كما احتمله العلم والسؤال والبلوى .


