الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: وإن تصبهم حسنة يقولوا هذه من عند الله وإن تصبهم سيئة يقولوا هذه من عندك  

                                                                                                                                                                                                                                      وذلك أن اليهود لما أتاهم النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة قالوا: ما رأينا رجلا أعظم شؤما من هذا  نقصت ثمارنا وغلت أسعارنا. فقال الله تبارك وتعالى:

                                                                                                                                                                                                                                      إن أمطروا وأخصبوا قالوا : هذه من عند الله، وإن غلت أسعارهم قالوا: هذا من قبل محمد (صلى الله عليه وسلم) .

                                                                                                                                                                                                                                      يقول الله تبارك وتعالى: قل كل من عند الله

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: فمال هؤلاء القوم (فمال) كثرت في الكلام، حتى توهموا أن اللام متصلة ب (ما) وأنها حرف في بعضه. ولاتصال القراءة لا يجوز الوقف على اللام لأنها لام خافضة.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: طاعة الرفع على قولك: منا طاعة، أو أمرك طاعة. وكذلك قل لا تقسموا طاعة معروفة

                                                                                                                                                                                                                                      معناه- والله أعلم-: قولوا: سمع وطاعة. وكذلك التي في سورة محمد صلى الله عليه وسلم فأولى لهم طاعة وقول معروف ليست بمرتفعة ب (لهم) . هي مرتفعة على الوجه الذي ذكرت لك. وذلك أنهم أنزل عليهم الأمر بالقتال فقالوا:

                                                                                                                                                                                                                                      سمع وطاعة، فإذا فارقوا محمدا صلى الله عليه وسلم غيروا قولهم. فقال الله تبارك وتعالى فلو صدقوا الله لكان خيرا لهم وقد يقول بعض النحويين: وذكر فيها القتال، [ ص: 279 ] وذكرت (طاعة) وليست فيها واو فيجوز هذا الوجه. ولو رددت الطاعة وجعلت كأنها تفسير للقتال جاز رفعها ونصبها أما النصب فعلى: ذكر فيها القتال بالطاعة أو على الطاعة. والرفع على: ذكر فيها القتال ذكر فيها طاعة.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: بيت طائفة القراءة أن تنصب التاء، لأنها على جهة فعل.

                                                                                                                                                                                                                                      وفي قراءة عبد الله: " بيت مبيت منهم" غير الذي تقول. ومعناه: غيروا ما قالوا وخالفوا. وقد جزمها حمزة وقرأها بيت طائفة. جزمها لكثرة الحركات، فلما سكنت التاء اندغمت في الطاء.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية