الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: يا بشرى هذا غلام   (ويا بشراي) بنصب الياء، وهي لغة في بعض قيس

                                                                                                                                                                                                                                      وهذيل: يا بشري. كل ألف أضافها المتكلم إلى نفسه جعلتها ياء مشددة. أنشدني القاسم بن معن:


                                                                                                                                                                                                                                      تركوا هوي وأعنقوا لهواهم ففقدتهم ولكل جنب مصرع



                                                                                                                                                                                                                                      وقال لي بعض بني سليم: آتيك بمولي فإنه أروى مني. قال:

                                                                                                                                                                                                                                      أنشدني المفضل:


                                                                                                                                                                                                                                      يطوف بي عكب في معد     ويطعن بالصملة في قفيا
                                                                                                                                                                                                                                      فإن لم تثأروا لي من عكب     فلا أرويتما أبدا صديا



                                                                                                                                                                                                                                      ومن قرأ (يا بشرى) بالسكون فهو كقولك: يا بني لا تفعل، يكون مفردا في معنى الإضافة.

                                                                                                                                                                                                                                      والعرب تقول: يا نفس اصبري ويا نفس اصبري ، وهو يعني نفسه في الوجهين و (يا بشراي) في موضع نصب. ومن قال: يا بشري فأضاف وغير الألف إلى الياء فإنه طلب الكسرة التي تلزم ما قبل [ ص: 40 ] الياء من المتكلم في كل حال ألا ترى أنك تقول: هذا غلامي فتحفض الميم في كل جهات الإعراب فحطوها إذا أضيفت إلى المتكلم ولم يحطوها عند غير الياء في قولك: هذا غلامك وغلامه لأن (يا بشرى) من البشارة ، والإعراب يتبين عند كل مكنى إلا عند الياء.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: وأسروه بضاعة ذلك أن الساقي الذي التقطه قال للذين كانوا معه: إن سألكم أصحابكم عن هذا الغلام فقولوا: أبضعناه أهل الماء لنبيعه بمصر.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية