وهذيل: يا بشري. كل ألف أضافها المتكلم إلى نفسه جعلتها ياء مشددة. أنشدني القاسم بن معن:
تركوا هوي وأعنقوا لهواهم ففقدتهم ولكل جنب مصرع
وقال لي بعض بني سليم: آتيك بمولي فإنه أروى مني. قال:
أنشدني المفضل:
يطوف بي عكب في معد ويطعن بالصملة في قفيا
فإن لم تثأروا لي من عكب فلا أرويتما أبدا صديا
ومن قرأ (يا بشرى) بالسكون فهو كقولك: يا بني لا تفعل، يكون مفردا في معنى الإضافة.
والعرب تقول: يا نفس اصبري ويا نفس اصبري ، وهو يعني نفسه في الوجهين و (يا بشراي) في موضع نصب. ومن قال: يا بشري فأضاف وغير الألف إلى الياء فإنه طلب الكسرة التي تلزم ما قبل [ ص: 40 ] الياء من المتكلم في كل حال ألا ترى أنك تقول: هذا غلامي فتحفض الميم في كل جهات الإعراب فحطوها إذا أضيفت إلى المتكلم ولم يحطوها عند غير الياء في قولك: هذا غلامك وغلامه لأن (يا بشرى) من البشارة ، والإعراب يتبين عند كل مكنى إلا عند الياء.
وقوله: وأسروه بضاعة ذلك أن الساقي الذي التقطه قال للذين كانوا معه: إن سألكم أصحابكم عن هذا الغلام فقولوا: أبضعناه أهل الماء لنبيعه بمصر.