ذراني من نجد فإن سنينه لعبن بنا شيبا وشيبننا مردا متى ننج حبوا من سنين ملحة
نشمر لأخرى تنزل الأعصم الفردا
وأنشدني في بعض بني أسد:
مثل المقالي ضربت قلينها
من القلة وهي لعبة للصبيان، وبعضهم:
إلى برين الصفر الملويات
وواحد البرين برة. ومثل ذلك الثبين وعزين يجوز فيه ما جاز في العضين والسنين [ ص: 93 ] .
وإنما جاز ذلك في هذا المنقوص الذي كان على ثلاثة أحرف فنقصت لامه، فلما جمعوه بالنون توهموا أنه فعول إذ جاءت الواو وهي واو جماع، فوقعت في موضع الناقص، فتوهموا أنها الواو الأصلية وأن الحرف على فعول ، ألا ترى أنهم لا يقولون ذلك في الصالحين والمسلمين وما أشبهه.
وكذلك قولهم الثبات واللغات، وربما عربوا التاء منها بالنصب والخفض وهي تاء جماع ينبغي أن تكون خفضا في النصب والخفض، فيتوهمون أنها هاء، وأن الألف قبلها من الفعل. وأنشدني بعضهم:
إذا ما جلاها بالأيام تحيرت ثباتا عليها ذلها واكتئابها
وقال أبو الجراح في كلامه: ما من قوم إلا وقد سمعنا لغاتهم- قال قال رجع أبو الجراح في كلامه عن قول لغاتهم - ولا يجوز ذلك في الصالحات والأخوات لأنها تامة لم ينقص من واحدها شيء، وما كان من حرف نقص من أوله مثل زنة ولدة ودية فإنه لا يقاس على هذا لأن نقصه من أوله لا من لامه فما كان منه مؤنثا أو مذكرا فأجره على التام مثل الصالحين والصالحات تقول رأيت لداتك ولديك ولا تقل لدينك ولا لداتك إلا أن يغلط بها الشاعر فإنه ربما شبه الشيء بالشيء إذا خرج عن لفظه، كما لم يجر بعضهم أبو سمان والنون من أصله من السمن لشبهه بلفظ ريان وشبهه. الفراء: