الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: فاصدع بما تؤمر  ولم يقل: بما تؤمر به -والله أعلم- أراد: فاصدع بالأمر

                                                                                                                                                                                                                                      ولو كان مكان (ما) من أو ما مما يراد به البهائم لأدخلت بعدها الباء كما تقول: اذهب إلى من تؤمر به واركب ما تؤمر به، ولكنه في المعنى بمنزلة المصدر ، ألا ترى أنك تقول: ما أحسن [ ص: 94 ] ما تنطلق لأنك تريد: ما أحسن انطلاقك، وما أحسن ما تأمر إذا أمرت لأنك تريد ما أحسن أمرك. ومثله قوله يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله كأنه قيل له: افعل الأمر الذي تؤمر. ولو أريد به إنسان أو غيره لجاز وإن لم يظهر الباء لأن العرب قد تقول: إني لآمرك وآمر بك وأكفرك وأكفر بك في معنى واحد. ومثله كثير، منه قولهم:


                                                                                                                                                                                                                                      إذا قالت حذام فأنصتوها فإن القول ما قالت حذام



                                                                                                                                                                                                                                      يريد: فأنصتوا لها، وقال الله تبارك وتعالى ألا إن ثمود كفروا ربهم وهي في موضع (يكفرون بالله) و (كفروا بربهم) واصدع: أظهر دينك.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية