ولو كان مكان (ما) من أو ما مما يراد به البهائم لأدخلت بعدها الباء كما تقول: اذهب إلى من تؤمر به واركب ما تؤمر به، ولكنه في المعنى بمنزلة المصدر ، ألا ترى أنك تقول: ما أحسن [ ص: 94 ] ما تنطلق لأنك تريد: ما أحسن انطلاقك، وما أحسن ما تأمر إذا أمرت لأنك تريد ما أحسن أمرك. ومثله قوله يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله كأنه قيل له: افعل الأمر الذي تؤمر. ولو أريد به إنسان أو غيره لجاز وإن لم يظهر الباء لأن العرب قد تقول: إني لآمرك وآمر بك وأكفرك وأكفر بك في معنى واحد. ومثله كثير، منه قولهم:
إذا قالت حذام فأنصتوها فإن القول ما قالت حذام
يريد: فأنصتوا لها، وقال الله تبارك وتعالى ألا إن ثمود كفروا ربهم وهي في موضع (يكفرون بالله) و (كفروا بربهم) واصدع: أظهر دينك.