الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: واخفض لهما جناح الذل  بالضم قرأها العوام حدثنا محمد قال: حدثنا الفراء قال حدثني هشيم عن أبي بشر جعفر بن إياس عن سعيد بن جبير أنه قرأ واخفض لهما جناح الذل بالكسر. قال: حدثنا الفراء وحدثني الحكم بن ظهير عن عاصم بن أبي النجود أنه قرأها (الذل) بالكسر. قال أبو زكريا: فسألت أبا بكر عنها فقال: قرأها عاصم بالضم. والذل من الذلة أن يتذلل وليس بذليل في الخلقة، والذلة والذل مصدر الذليل والذل مصدر للذلول مثل الدابة والأرض. تقول: جمل ذلول، ودابة ذلول، وأرض ذلول بينة الذل.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: وإما تعرضن عنهم ابتغاء رحمة من ربك يقول: إذا أتتك قرابتك أو سواهم من المحتاجين يسألونك فأعرضت لأنه لا شيء عندك تعطيهم فقل لهم: قولا ميسورا، يقول: عدهم عدة حسنة. ثم نهاه أن يعطي كل ما عنده حتى لا يبقى محسورا لا شيء عنده. والعرب تقول للبعير:

                                                                                                                                                                                                                                      هو محسور إذا انقطع سيره وحسرت الدابة إذا سرتها حتى ينقطع سيرها. وقوله: ينقلب إليك البصر خاسئا وهو حسير يحسر عند أقصى بلوغ المنظر [ ص: 123 ] .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية