الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                              صفحة جزء
                                                              مسألة: تستفتح الصلاة بسبحانك اللهم وبحمدك   . وقال الشافعي: تستفتح بقوله: وجهت وجهي.

                                                              لنا أن ما اخترناه قد رواه جماعة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه.

                                                              439 - أخبرنا ابن عبد الخالق ، أنبأنا عبد الرحمن بن أحمد ، أنبأنا محمد بن عبد الملك ، حدثنا علي بن عمر ، حدثنا عثمان بن جعفر بن محمد ، حدثنا محمد بن نصر المروزي ، حدثنا عبد الله بن شبيب ، قال: حدثني إسحاق بن محمد ، عن عبد الرحمن بن عمر بن شيبة عن أبيه عن نافع ، عن ابن عمر ، عن عمر بن الخطاب ، قال "كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا كبر للصلاة قال: سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك" قالوا: قال الدارقطني : رفعه هذا الشيخ ، يعني عبد الرحمن بن عمر والمحفوظ عن عمر من قوله. قلنا: عبد الرحمن ثقة أخرج عنه البخاري في صحيحه ومن وقفه على عمر فقد سمع عمر يقوله وإنما كان قد يقوله اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم. ومنهم أنس بن مالك [ ص: 341 ] .

                                                              440 - أخبرنا ابن عبد الخالق ، أنبأنا عبد الرحمن بن أحمد ، أنبأنا أبو بكر بن بشران ، حدثنا علي بن عمر ، قال: حدثنا ابن صاعد ، حدثنا الحسين بن علي بن الأسود العجلي ، حدثنا محمد بن الصلت ، حدثنا أبو خالد الأحمر ، عن حميد ، عن أنس ، قال "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا افتتح الصلاة كبر ثم رفع يديه حتى يحاذي بإبهاميه أذنيه ثم يقول سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك" هذا إسناد كلهم ثقات ومنهم أبو سعيد الخدري.

                                                              441 - أخبرنا عبد الملك ، قال: أنبأنا الأزدي ، والغورجي ، قالا: أنبأنا ابن الجراح ، قال: حدثنا المحبوبي ، قال: حدثنا الترمذي ، حدثنا محمد بن موسى البصري ، قال: حدثنا جعفر بن سليمان الضبعي ، حدثنا علي بن علي الرفاعي ، عن أبي المتوكل الناجي ، عن أبي سعيد الخدري ، قال "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام إلى الصلاة بالليل كبر ثم يقول: سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك ، ثم يقول: الله أكبر كبيرا ، ثم يقول: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه". ومنهم عائشة.

                                                              442 - أخبرنا ابن عبد الخالق ، أنبأنا عبد الرحمن بن أحمد ، حدثنا ابن بشران ، قال: حدثنا الدارقطني ، حدثنا محمد بن يحيى بن مرداس ، حدثنا أبو داود ، قال: حدثنا الحسين بن عيسى بن طلق بن غنام ، حدثنا عبد السلام بن حرب ، عن بديل عن ميسرة ، عن أبي الجوزاء عن عائشة قالت: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استفتح الصلاة قال: سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك".

                                                              [ ص: 342 ] فإن قال الخصم: قد قال أبو داود: لم يروه عن عبد السلام غير طلق بن غنام وليس هذا الحديث بالقوي. قلنا: طلق ثقة قد أخرج عنه البخاري في صحيحه فليس لتضعيفه وجه وقد روى الترمذي حديث عائشة هذا من طريق حارثة بن أبي الرجال عن عمرة عن عائشة وقال: لا يعرف إلا من هذا الوجه وقد ذكرناه من غير ذلك الوجه ونحن لا نرتضي طريق حارثة فإنه ضعيف عند الكل احتجوا بحديثين.

                                                              الحديث الأول:

                                                              443 - أخبرنا به ابن الحصين ، قال: أنبأنا ابن المذهب ، قال: حدثنا أحمد بن جعفر ، حدثنا عبد الله بن أحمد ، قال: حدثني أبي ، حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم ، حدثنا عبد العزيز بن عبد الله الماجشون ، حدثنا عبد الله بن الفضل الهاشمي ، عن الأعرج ، عن عبيد الله بن أبي رافع ، عن علي بن أبي طالب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم- كان إذا كبر استفتح ثم قال: "وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين" .

                                                              الحديث الثاني:

                                                              أخبرنا ابن عبد الخالق ، قال: أنبأنا عبد الرحمن بن أحمد ، أنبأنا ابن بشران ، قال: حدثنا علي بن عمر ، حدثنا أحمد بن محمد بن زياد القطان ، حدثنا عبد الكريم بن الهيثم ، قال: حدثنا يزيد بن عبد ربه ، حدثنا شريح بن يزيد ، عن شعيب بن أبي حمزة ، عن محمد بن المنكدر ، عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم- كان إذا استفتح الصلاة قال: "إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين اللهم اهدني لأحسن الأخلاق وأحسن الأعمال لا يهدي لأحسنها إلا أنت ، وقني سيء الأخلاق والأعمال لا يقي سيئها إلا أنت". والجواب: أن هذه أدعية قد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولها في وقت أو في أول الأمر أو في النافلة أو بعد الاستفتاح وإنما الكلام في المسنون الذي يداوم عليه. ويوضح هذا أن ما ذكر من حديث علي رضي الله عنه طرف منه.

                                                              444 - أخبرنا بالكل هبة الله بن محمد ، أنبأنا الحسن بن علي ، أنبأنا أحمد بن جعفر ، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال: حدثني أبي ، حدثنا أبو سعيد ، حدثنا عبد العزيز بن [ ص: 343 ] عبد الله الماجشون ، حدثنا عبد الله بن الفضل الهاشمي ، عن الأعرج ، عن عبيد الله بن أبي رافع ، عن علي بن أبي طالب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا كبر استفتح ثم قال: "وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفا مسلما وما أنا من المشركين إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا من المسلمين لا إله إلا أنت ، أنت ربي وأنا عبدك ظلمت نفسي واعترفت بذنبي فاغفر لي ذنوبي جميعا لا يغفر الذنوب إلا أنت ، واهدني لأحسن الأخلاق لا تهدي لأحسنها إلا أنت ، واصرف عني سيئها لا يصرف عني سيئها إلا إلا أنت ، تباركت وتعاليت أستغفرك وأتوب إليك ، وكان إذا ركع قال: اللهم لك ركعت وبك آمنت ولك أسلمت خشع لك سمعي وبصري ومخي وعظامي وعصبي ، وإذا رفع رأسه من الركعة قال: سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد ملء السموات والأرض وما بنيهما وملء ما شئت من شيء بعد وإذا سجد قال: اللهم لك سجدت وبك آمنت ولك أسلمت سجد وجهي للذي خلقه وصوره وشق سمعه وبصره فتبارك الله أحسن الخالقين" انفرد بإخراجه مسلم. .

                                                              التالي السابق


                                                              الخدمات العلمية