الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                              صفحة جزء
                                                              مسألة: لا تجب القراءة على المأموم   . وقال الشافعي: تجب إذا أسر الإمام فإن جهر فعلى قولين.

                                                              لنا سبعة أحاديث.

                                                              الحديث الأول:

                                                              472 - أخبرنا هبة الله بن محمد ، أنبأنا الحسن بن علي التميمي ، أنبأنا أحمد بن جعفر ، حدثنا عبد الله بن أحمد ، قال: حدثنا أبي قال: حدثنا أسود بن عامر ، قال: حدثنا حسن بن صالح ، عن جابر ، عن أبي الزبير ، عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال "من كان له إمام فقراءته له قراءة" .

                                                              طريق ثان:

                                                              473 - أخبرنا ابن عبد الخالق ، أنبأنا عبد الرحمن بن أحمد ، قال: حدثنا أبو بكر بن بشران ، قال: حدثنا الدارقطني ، قال: حدثنا محمد بن مخلد ، حدثنا العباس بن محمد الدوري ، قال: حدثنا إسحاق بن منصور ، عن الحسن بن صالح ، عن ليث بن أبي سليم وجابر ، عن أبي الزبير ، عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "من كان له إمام فقراءته له قراءة" [ ص: 364 ] .

                                                              طريق ثالث:

                                                              474 - وبالإسناد قال الدارقطني : ، حدثنا علي بن عبد الله بن مبشر ثنا محمد بن حرب الواسطي ، قال: حدثنا إسحاق الأزرق ، عن أبي حنيفة ، عن موسى بن أبي عائشة ، عن عبد الله بن شداد ، عن جابر ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من كان له إمام فقراءة الإمام له قراءة" .

                                                              طريق رابع:

                                                              475 - وبه قال الدارقطني : وحدثنا جعفر بن محمد بن نصير ، قال: حدثنا محمود بن محمد المروزي ، حدثنا سهل بن العباس الترمذي ، حدثنا إسماعيل بن علية ، عن أيوب ، عن أبي الزبير ، عن جابر ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من صلى خلف الإمام فقراءة الإمام له قراءة" .

                                                              طريق خامس:

                                                              476 - وبه قال الدارقطني : وحدثنا أبو بكر النيسابوري ، حدثنا بحر بن نصر ، قال: حدثنا يحيى بن سلام ، حدثنا مالك بن أنس ، حدثنا وهب بن كيسان ، عن جابر بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "كل صلاة لا يقرأ فيها بأم الكتاب فهي خداج إلا أن يكون وراء الإمام" .

                                                              الحديث الثاني:

                                                              477 - وبالإسناد قال الدارقطني : وحدثنا محمد بن مخلد ، حدثنا محمد بن هشام بن البختري ، حدثنا سليمان بن المفضل ، حدثنا محمد بن الفضل بن عطية عن أبيه [ ص: 365 ] عن سالم بن عبد الله عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "من كان له إمام فقراءة الإمام له قراءة" .

                                                              الحديث الثالث:

                                                              478 - وبه قال الدارقطني : قرئ على أبي محمد بن صاعد وأنا أسمع حدثكم علي بن حرب ، وأحمد بن يوسف التغلبي ، قالا: حدثنا غسان بن الربيع ، عن قيس بن الربيع ، عن محمد بن سالم ، عن الشعبي ، عن الحارث ، عن علي ، قال "قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم أقرأ خلف الإمام أو أنصت؟ قال: بل أنصت فإنه يكفيك" .

                                                              الحديث الرابع:

                                                              479 - وبه قال الدارقطني : وحدثنا محمد بن مخلد ، حدثنا علي بن زكريا التمار ، قال: حدثنا عاصم بن عبد العزيز ، عن أبي سهيل ، عن عون ، عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "تكفيك قراءة الإمام خافت أو جاهر" .

                                                              الحديث الخامس:

                                                              480 - وبه قال الدارقطني : وحدثنا أحمد بن نصر ، حدثنا يوسف بن موسى ، حدثنا سلمة بن الفضل ، حدثنا حجاج بن أرطاة ، عن قتادة ، عن زرارة بن أبي أوفى ، عن عمران بن حصين ، قال "كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي بالناس ورجل يقرأ خلفه فلما فرغ قال: من ذا الذي يخالجني سورتي فنهاهم عن القراءة خلف الإمام" .

                                                              الحديث السادس:

                                                              481 - وبه قال الدارقطني : وحدثنا محمد بن مخلد ، حدثنا شعيب بن أيوب ، حدثنا زيد بن الحباب ، حدثنا معاوية بن صالح ، حدثنا أبو الزاهرية ، عن كثير بن مرة ، عن أبي الدرداء ، قال "سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أفي كل صلاة قراءة؟ قال: نعم. فقال رجل من [ ص: 366 ] الأنصار: وجبت هذه؟ فقال رسول الله لي وكنت أقرب القوم إليه ما أرى الإمام إذا أم القوم إلا قد كفاهم" .

                                                              الحديث السابع:

                                                              482 - وبه قال الدارقطني : وحدثنا ابن مخلد ، حدثنا الفضل بن العباس الرازي ، حدثنا محمد بن عباد ، حدثنا أبو يحيى التيمي ، عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من كان له إمام فقراءته له قراءة" .

                                                              قالوا: هذه الأحاديث كلها ضعاف.

                                                              أما حديث جابر ففي طريقه الأول جابر الجعفي ، قال يحيى بن معين : لا يكتب حديثه ، ليس بشيء ، وقال أبو حنيفة: ما لقيت أكذب منه.

                                                              وأما الطريق الثاني: فهو فيه ومعه ليث وقد ضعف ابن عيينة ليثا ، قال أحمد: هو مضطرب الحديث.

                                                              وأما الطريق الثالث: فقال الدارقطني : لم يسنده عن موسى غير أبي حنيفة ، والحسن بن عمارة وهما ضعيفان.

                                                              وأما الطريق الرابع: ففيه سهل بن العباس ، قال الدارقطني : هو حديث منكر وسهل متروك ليس بثقة.

                                                              وأما الطريق الخامس: ففيه يحيى بن سلام ، قال الدارقطني : هو ضعيف.

                                                              وأما الحديث الثاني ففيه محمد بن الفضل ، قال أحمد: ليس بشيء ، حديثه حديث أهل الكذب ، وكذا قال يحيى: ليس بشيء ، لا يكتب حديثه ، كان كذابا ، وقال الفلاس ، والنسائي: متروك الحديث.

                                                              وأما الحديث الثالث: فقال الدارقطني : تفرد به غسان بن الربيع وهو ضعيف وقيس ، ومحمد بن سالم ضعفاء ، والمرسل عن الشعبي عن النبي صلى الله عليه وسلم وهذا أصح.

                                                              [ ص: 367 ] وفي الحديث الرابع: عاصم ، قال الدارقطني : ليس بالقوي ورفعه وهم ، وقال ابن حبان: كان عاصم يخطئ كثيرا فبطل الاحتجاج به إذا انفرد.

                                                              وفي الحديث الخامس: حجاج بن أرطاة ، قال الدارقطني : لم يروه هكذا إلا حجاج ولا يحتج به.

                                                              وفي الحديث السادس: معاوية بن صالح ، قال أبو حاتم الرازي: لا يحتج به ، وقال الدارقطني : والصواب فقال أبو الدرداء "ما أرى الإمام إلا قد كفاهم" كذلك رواه ابن وهب ، عن معاوية .

                                                              وفي الحديث السابع: أبو يحيى التيمي واسمه إسماعيل بن إبراهيم تفرد بهذا الحديث محمد بن عباد عنه وهما ضعيفان.

                                                              والجواب: أما جابر الجعفي فقد وثقه الثوري ، وشعبة وناهيك بهما ، وقال أحمد بن حنبل لم يتكلم في جابر لحديثه بل لرأيه.

                                                              وأما ليث فقال أحمد: قد حدث عنه الناس.

                                                              وأما أبو حنيفة فغير متهم إنما كان يقع في حديثه غلط وخطأ.

                                                              وأما سهل ، ومحمد بن الفضل ، وابن سالم فلعمري إنهم ضعاف.

                                                              وأما يحيى بن سلام ، وغسان بن الربيع فلم نر أحدا ضعفهما قبل الدارقطني وأصحاب الحديث يضعفون ما ليس يضعف عند الفقهاء.

                                                              وقوله هو مرسل قلنا: المراسيل عندنا حجة.

                                                              وأما عاصم فإن ضعفه محتمل ، قال الدارقطني : ليس بالقوي ، وكذلك حجاج ، ومعاوية بن صالح ، وأبو يحيى .

                                                              احتج الخصم بأربعة أحاديث.

                                                              الحديث الأول:

                                                              483 - أخبرنا محمد بن عمر الأرموي ، قال: أنبأنا عبد الصمد بن المأمون ، قال: أنبأنا أبو نصر محمد بن أحمد الملاحمي ، حدثنا محمود بن إسحاق الخزاعي ، حدثنا محمد بن إسماعيل البخاري ، قال: حدثنا أحمد بن خالد ، قال: حدثنا محمد بن إسحاق ، عن مكحول [ ص: 368 ] عن محمود بن الربيع ، عن عبادة بن الصامت ، قال "صلى النبي صلى الله عليه وسلم صلاة جهر فيها. فقرأ رجل خلفه فقال: لا يقرأ أحدكم والإمام يقرأ إلا بأم القرآن" .

                                                              الحديث الثاني:

                                                              484 - أخبرنا ابن عبد الخالق ، قال: أنبأنا عبد الرحمن بن أحمد ، قال: أنبأنا أبو بكر بن بشران ، قال: حدثنا الدارقطني ، حدثنا محمد بن مخلد ، حدثنا العباس بن محمد الدوري ، قال: حدثنا محمد بن عبد الوهاب ، حدثنا محمد بن عبد الله بن عبيد بن عمير ، عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من صلى صلاة مع إمام فجهر فليقرأ بفاتحة الكتاب في بعض سكتاته فإن لم يفعل فصلاته خداج غير تمام" .

                                                              الحديث الثالث:

                                                              485 - وبه قال الدارقطني : وحدثنا عثمان بن أحمد ، حدثنا عيسى بن عبد الله الطيالسي ، قال: حدثنا يزيد بن عمر المدائني ، حدثنا الربيع بن بدر ، عن أيوب السختياني ، عن الأعرج عن أبي هريرة ، قال: "صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم أقبل علينا بوجهه فقال: أتقرؤون خلف الإمام؟ فقلنا: إن فينا من يقرأ قال: فبفاتحة الكتاب" .

                                                              الحديث الرابع:

                                                              486 - وبه قال الدارقطني : وحدثنا محمد بن إسماعيل الفارسي ، قال: حدثنا أبو زرعة الدمشقي ، حدثنا يحيى بن يوسف الزمي ، قال: حدثنا عبيد الله بن عمرو الرقي ، عن أيوب ، عن أبي قلابة ، عن أنس "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى بأصحابه فلما قضى صلاته أقبل عليهم بوجهه فقال: أتقرؤون في صلاتكم والإمام يقرأ؟ فسكتوا ، قالها ثلاثا ، فقال: قائل أو قائلون: إنا لنفعل قال: فلا تفعلوا وليقرأ أحدكم بفاتحة الكتاب في نفسه" [ ص: 369 ] .

                                                              والجواب: أما الحديث الأول: فقال أحمد: لم يرفعه إلا ابن إسحاق قلت: وقد قال مالك ، وهشام بن عروة وغيرهما: ابن إسحاق كذاب ، وقال يحيى بن معين : ليس بحجة ، وقال ابن المديني: يحدث عن المجهولين بأحاديث باطلة.

                                                              فإن قالوا: فقد روي من غير طريق ابن إسحاق.

                                                              487 - أخبرنا محمد بن عمر الفقيه ، أنبأنا ابن المأمون ، قال: أنبأنا أبو نصر الملاحمي ، أنبأنا محمود بن إسحاق ، حدثنا البخاري ، حدثنا هشام ، قال: حدثنا صدقة بن خالد ، قال: حدثنا زيد بن واقد عن حرام بن حكيم ومكحول ، عن ابن ربيعة الأنصاري ، عن عبادة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لا يقرأن أحدكم إذا جهرت بالقراءة إلا بأم القرآن".

                                                              قلنا: قال أبو زرعة الرازي: زيد بن واقد ليس بشيء على أنه قد وثقه الدارقطني .

                                                              فإن قالوا: فقد رواه إسماعيل بن عياش ، عن الأوزاعي ، عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن عبادة ، قال النسائي: إسماعيل ضعيف وقال ابن حبان: لا يحتج به ثم لا يعلم أن شعيبا لقي عبادة .

                                                              فإن قالوا: فقد رواه الدارقطني من طريق الوليد بن عتبة ومن طريق بقية وطريق إسحاق بن أبي فروة قلنا: قال أبو حاتم الرازي: الوليد مجهول ، وأما بقية فمدلس. قال أبو مسهر: أحاديث بقية غير نقية فكن منها على تقية ، وقال ابن حبان لا يحتج ببقية . وأما إسحاق فقال ابن المديني: هو منكر الحديث ، وقال يحيى: ليس بشيء ، كذاب ، وقال أحمد: لا تحل الرواية عنه. ثم إن مكحولا ضعيف أيضا.

                                                              وأما الحديث الثاني ففيه محمد بن عبد الله بن عبيد ، قال يحيى بن معين : هو ضعيف ، وقال النسائي ، والدارقطني: متروك أيضا.

                                                              وأما الثالث ففيه الربيع بن بدر ، قال النسائي ، والدارقطني: متروك أيضا.

                                                              وأما الرابع فمحمول على أن المأموم يقرأ في نفسه في سكتات الإمام .

                                                              التالي السابق


                                                              الخدمات العلمية