الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
وقال أبو سليمان في حديث النبي صلى الله عليه أنه قال: "كل غلام رهينة بعقيقته"   .

أخبرناه ابن داسة نا أبو داود نا حفص بن عمر النمري ثنا همام نا قتادة عن الحسن عن سمرة تأوله أحمد بن حنبل على الشفاعة يقول إن مات الغلام ولم يعق عنه لم يشفع في والديه.

وقال غيره معنى قوله: كل غلام رهينة بعقيقته أي بأذى شعره واستدل بقوله: "فأميطوا عنه الأذى" [ ص: 268 ] .

وروي عن ابن عباس في قوله: "أميطوا عنه الأذى" أي ما علق برأسه من دم الرحم.

والرهينة الرهن فعيل بمعنى مفعول أي مرهون والهاء في هذا وفيما أشبهه للمبالغة يقال فلان كريمة قومه أي يحل محل العقدة الكريمة عندهم وهذا عقيلة المتاع أي غرته قال المبرد وروى فصحاء أصحاب الحديث في قصة جرير: "إذا أتاكم كريمة قوم فأكرموه" وقال صخر بن الشريد يذكر أخاه معاوية:


أبى الشتم أني قد أصابوا كريمتي وأن ليس إهداء الخنى من شماليا

والعقيقة: شعر الصبي كما يولد من أمه قال الشاعر:


أيا هند لا تنكحي بوهة     عليه عقيقته أحسبا

ويقال بل العقيقة الشاة التي تذبح عنه وأصل العق القطع قال الشاعر:


بلاد بها عق الشباب تميمتي     وأول أرض مس جلدي ترابها

ومنه قولهم: عق الرجل والده إذا قطعه ويقال قد انعق البرق إذا [ ص: 269 ] تبسم وانشق والسيوف تشبه به فيقال: سيف كأنه عقيقة برق أي لمعة برق قال الصلتان:


ألا يا اصبحاني قبل عوق العوائق     وقبل اختراط القوم مثل العقائق

ولهذا سمي الوادي الذي بالمدينة عقيقا وذلك لانشقاقه في الأرض طولا فإذا كان أصل العق القطع والشق صلح أن تكون العقيقة اسما للذبيحة لأنها تعق أي تقطع مذابحها وتشق وأن تكون اسما للشعر لأنه يقطع عن الصبي فيحذف عنه.

التالي السابق


الخدمات العلمية